المنشاوي وطوسون والدمرداش ومحمد صلاح.. تاريخ العمل الخيري في مصر منذ القرن الـ 19
إذا كانت الدعوة للاحتفال العالمي بالعمل الخيري قد انطلقت في العالم عام 2012 فقط، أي منذ عشر سنوات فإن العمل الخيرى في مصر بدأ منذ بدايات القرن التاسع عشر على يد رجال المال والأعيان الذين قاموا بوقف أموالهم وأراضيهم على المشروعات الخيرية في مجال الصحة والتعليم ورعاية الفقراء.
من أوائل رواد العمل الخيري في مصر كما نشرت مجلة “الهلال” في أعدادها الأولى، كان أحمد المنشاوي باشا الذي أنشأ أول جمعية خيرية إسلامية عام 1870، وهو أحد كبار أعيان الغربية قام بتأسيس الجمعية الخيرية الإسلامية، وقد منحه السلطان العثماني رتبة الباشوية، وقدرت ثروته بمليوني جنيه خصص جزءًا كبيرًا منها لأعمال البر، حتى انه أوقف ألف فدان عليها.
وقبل رحيله بشهور أوقف جميع ممتلكاته ـ وقدرت بـ 4645 فدانا من الأراضي غير العقارات، لصالح رعاية الفقراء بالتعليم والثقافة وإصلاح الطرق وإيواء الغرباء حتى رعاية الحيوانات الضالة في الشوارع كان لها نصيب من تركته.
مستشفى ومعهد ووقف المنشاوي
من منشآت المنشاوى؛ مستشفى المنشاوى بطنطا ومعهد المنشاوي الأزهري ومدارس لتعليم البنين، وأول مدرسة ابتدائية لتعليم البنات، كما خصص وقفا خاصا لرعاية 30 مسجدا بالغربية.
من الأعمال الخيرية أيضا التي تأسست في القرن التاسع عشر جمعية المساعى المشكورة بالمنوفية، وبعاصمتها شبين الكوم التي أقيمت بهدف نشر التعليم بإنشاء مدرسة ابتدائية في كل مركز من مراكز المنوفية، ومنها أول مدرسة لتعليم البنات، وقد تنازلت الجمعية عن جميع مدارسها إلى وزارة التربية والتعليم عام 1958.
أيضا تكونت أول جامعة مصرية بتبرعات أهل الخير، وهي جامعة القاهرة ـ فؤاد الأول سابقا ـ شارك فيها الأمراء والأعيان والمواطن ورجال الفكر والسياسة، ومن أشهر الداعمين الأميرة فاطمة إسماعيل، ابنة الخديو إسماعيل، التي تبرعت بممتلكاتها ومجوهراتها لبناء الجامعة.
الأمير عمر طوسون
من أشهر رواد العمل الخيري في مصر؛ الأمير عمر طوسون الذي أنشأ الجمعية الخيرية الإسلامية أوائل القرن العشرين، والذي ضرب المثل في الوحدة الوطنية بتبرعه بمبلغ ألف جنيه لدعم الجمعية الخيرية القبطية أسوة بدعمه للجمعية الإسلامية، كما قام بدعم جمعية منع المسكرات لمحاربة ومنع شرب الخمر أو تداولها في مصر.
أيضا من أقدم وأشهر المشروعات الخيرية في مصر؛ إنشاء مستشفى الدمرداش على يد الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش عام 1928، بالتعاون مع كريمته الأديبة قوت القلوب الدمرداشية بمبلغ 100 ألف جنيه على مساحة 15 ألف متر، ومازال المستشفى يقدم خدماته التعليمية والعلاجية، وقد أصبح تابعًا لجامعة عين شمس.
مستشفى المواساة
أيضا هناك جمعية المواساة الإسلامية الخيرية بالإسكندرية التي أنشئت أوائل القرن العشرين ـ عام 1910 ـ والتي أسست مستشفى المواساة بالإسكندرية على يد محمد فهمي عبد المجيد، جد الدكتور عصمت عبد المجيد، وزير الخارجية، والأمين العام الأسبق للجامعة العربية.
مشروعات الخير
ويتوالى إنشاء ودعم الأعمال الخيرية في مصر، وتقام مشروعات الدعم الإنساني في كافة المجالات، فقامت مؤسسات ومشروعات “تحيا مصر” التي ترعاها الدولة و"مصر الخير" ومجدي يعقوب وجمعيات رجال الأعمال على اختلافهم، ومشروعات الفنانين للعمل الخيري حتى أنهم حصلوا على لقب “سفراء النوايا الحسنة”، ومن أشهر داعمي الخير حاليا اللاعب المصري الدولي محمد صلاح.