خبراء الندب الاقتصادي!
ما معنى أن يخرج خبير اقتصادي متخصص ليحذر إننا مطالبون قبل نهاية العام بتدبير ٣٠ مليار دولار ثلثيها لسداد أقساط وفوائد الديون الخارجية والثلث الباقى لسداد عجز ميزان المدفوعات، وتروج فضائيات الإخوان ما قاله ومعها مواقع التواصل الاجتماعى، مما يثير فزعا بين عموم المصريين، ثم يخرج علينا بعدها بأيام هذا الخبير مصححا كلامه ويقول إن الرقم الذى تحدث عنه يتضمن نحو ١٣ مليار دولار قيمة ودائع عربية سوف يتم موعد سدادها، رغم أن موعد استحقاقها العام المقبل، وبالتالى نحن مطالبين فقط بسداد نحو ستة مليارات دولار أعباء لديوننا الخارجية؟!
هل يليق بخبير اقتصادي أن يردد معلومات غير دقيقة، أو مغلوطة، أو ناقصة وبجرأة غريبة وثقة تثير العجب؟!.. نعم نحن نعرف إننا نمر بأزمة اقتصادية حادة وشديدة الصعوبة.. ولنا ملاحظات على السياسات التى ينتهجها من يديرون اقتصادنا، ولا نعفيهم من المسئولية حتى وإن كانت جائحة كورونا وحرب أوكرانيا جلبت لنا مشاكل اقتصادية حينما أضرت بالسياحة والاستثمارات الاجنبيةَ وزادت من أسعار وارادتنا خاصة السلع الغذائية والمنتجات البترولية.. ولكننا لسنا إزاء كارثة اقتصادية تستحق أن نحاكى ما تفعله الندابات في العزاءات، أى البكاء والصراخ والعويل ولطم الخدود الذى يفعله بالظبط بعض من يطلون علينا في الفضائيات والعالم الافتراضي بوصفهم خبراء اقتصاديين!
الخبير، سواء الاقتصادي أو غير الاقتصادي، يحب أن يكون عالما بما يتحدث عنه، أى حائزا عن المعلومات الصحيحة والدقيقة والسليمة عما يحدث الناس عنه.. وإلا فعليه أن يلتزم الصمت ولا يفتح فمه حتى يلم بحقيقة ما يتحدث عنه.. إننا نحتاج الآن لمن يساعدنا باقتراح مفيد مدروس ورأى سديد لتجاوز أزمتنا الاقتصادية الحادة ولا نحتاج لم يمارس الندب الاقتصادي أو السياسىي، كما يفعل الآن البعض للأسف الشديد.. وحفظ الله بلادى.