كنوزنا التراثية في المحافظات
لا زال التاريخ المصري دفاقا بمزيد من العبر والدروس.. ورغم تركيزنا في إبراز ما لدينا من كنوز تاريخية وتراثية على العاصمة بحكم حالة التفاعل الإعلامي واهتمامات سكانها بما فيها من تراث يستحق الحفاظ عليه، إلا أن المحافظات أيضا بها كنوز أثرية كبيرة.
تحوي المحافظات كنوزا تراثية من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، ويؤسفني أن دولا كثيرة تهتم بما لديها من التراث مهما قل حجمه وتروج له على أعلى المستويات تستهدف بذلك الحفاظ على إرثها الحضاري من ناحية وتدعم عوامل الجذب السياحي من ناحية أخرى.
وفي مصرنا الغالية حضارة شعب تمتد إلى آلاف السنين، وستكون المسؤولية مضاعفة أمام وزارتي الثقافة والآثار بتنظيم فعاليات مشتركة بينهما في المواقع التاريخية والتراثية، على أن يحضر تلك الفعاليات السائحون القادمون إلى مصر من مختلف الجنسيات؛ أملا في تحقيق تجربة ثرية للسائح.
يمكننا أيضا أن نعد مواد وثائقية بالتعاون بين المؤسسات الإعلامية ووزارة النقل ويتم عرضها للمسافرين في القطارات أو على الأقل السائحين؛ بحيث يتم التعريف بتراث كل محافظة ومقوماتها الحضارية والأثرية والتراثية، وأتابع في هذا الصدد محاولات جادة يجريها مهتمون بالتراث والتاريخ ومن بينهم المؤرخ الأستاذ محمد أحمد حسن الذي تفرغ لتوثيق ذلك الإرث الحضاري والتراثي في إحدى محافظات الصعيد.. لكننا نريد تدخلا أشد قوة من الدولة بهذا الشأن.. والله من وراء القصد.