عواطف إخوانية للنخبة المدنية!
للأسف الشديد نخبتنا المدنية لم تبرأ بعد من عواطفها القديمة تجاه الإخوان، رغم كل ما فعلته جماعتهم فينا والعنف الواسع الذى تورطت فيه ضدنا.. نخبتنا المدنيةَ لا تتعامل مع الإخوان باعتبارهم جماعة إرهابية مارست العنف. على مدى عمرها الذى تجاوز التسعة عقود بأربعة أعوام، وتملك تنظيما دوليا لا يهمه المصلحة الوطنية المصرية ويبغى استعادة دولة الخلافة الإسلامية لتنضوى مصر تحت لوائها ولا يهم أن يحكمها غير مصرى.. وإنما مازالت نخبتنا المدنية تتعامل مع الإخوان كما كانت تتعامل معهم قبل يناير ٢٠١١ وأثناءه وحتى بعده، باعتبارهم يمثلون إحدى القوى الوطنية المصرية التى يمكنها أن تعود إلى ممارسة دورها ونشاطها السياسى بغطاء دعوى كما فعلت ذلك في فترات مختلفة من عمر تلك الجماعة.
عنف الإخوان
نخبتنا المدنية للأسف الشديد لم تنس فقط العنف الذى مارسه الإخوان في ماضيهم البعيد، وإنما نسيت حتى العنف الواسع الذى مارسه الإخوان ضدنا منذ سنوات قليلة فقط.. نسيت تفجير وحرق الكنائس ووسائل النقل العام والمنشآت الحكومية والأمنية، وزرع القنابل والمتفجرات في الميادين والشوارع التى خلفت شهداء وجرحى، ومحاولات اقتحام منشآت القوات المسلحة على رأسها مقر وزارة الدفاع ومقر القيادة العامة.
نخبتنا المدنية للأسف الشديد أيضا نسيت استعانة الإخوان بالأمريكان للوصول إلى السلطة في البلاد وقبولهم بكل المطالَب الامريكية مقابل دعمهم لتحقيق هدفهم، وهو الدعم الذى بلغ إلى حد فرض حصار سياسى واقتصادى وأيضًا عسكرى علينا من قبل الأمريكان والأوروبيين حتى يستعيد الإخوان الحكم الذى طردوا منه شعبيا.
ولذلك لا تمانع هذه النخبة المدنية للأسف في عودة الإخوان للنشاط والعمل بذات الطريقة التى أعادتها في السبعينات من القرن الماضى في عهد السادات، أى تحت راية العمل الدعوى الذى تحول إلى عمل سياسى مباشر وصريح ومعلن في الثمانينات في عهد مبارك.. وتطالب تلك النخبة المدنية بأن يشمل العفو الرئاسى قيادات وكوادر إخوانية.. ولا تفسير لذلك إلا أن مدنية هذه النخبة غير حقيقية وأن لديها عواطف اخوانية أو أن ذاكرتها ضعيفة فلم تعد تتذكر جرائم الإخوان ضد الشعب المصرى التى تمت منذ بضعة سنوات قليلة، أو أنها أدمنت تكرار أخطاءها السياسة!