رئيس التحرير
عصام كامل

التسامح.. والعفو عند المقدرة!

ما أكثر مفاهيم التسامح الذي يعني من بين ما يعني أن تتقبل الآخر وتستوعب طريقة تفكيره واعتقاده، التسامح الديني يتجسد في احترام الأديان الأخرى والتعامل مع من يؤمنون بها باحترام؛ وإذا كان الاحترام واجبًا لأصحاب المعتقدات الأخرى فمن باب أولى أن يتسامح أصحاب المذاهب في الدين الواحد.. ولا عجب والحال هكذا أن يقول الإمام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، وماذا يضيرنا لو عملنا بمبدأ "نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه"، وهنا يمكن أن تختفي معادلات الصراع الصفرية التي لابد فيها من غالب ومغلوب أو قاتل ومقتول!


وما أكثر آيات القرآن وأحاديث النبي الكريم التي تكرس لمفهوم التسامح والعفو عند المقدرة يقول تعالى "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".. الإنسان القادر على التسامح يتصف بكرم الأخلاق، وهو بالضرورة شخص متصالح من نفسه ومع غيره وهو قادر على مواجهة الأزمات والتعامل معها بمنطقية رغم ما قد يتعرض له من إساءة من البعض وما أكثر ما تعرض رسل الله وأنبياؤه للإساءة وهم صفوة الخلق وأشرفهم عند الله.

 


التسامح يترك أثرًا طيبًا في قلب صاحبه أولًا ثم يسري هذا الأثر في المجتمع من حوله ويخلصه من مشاعر الحقد والبغض والحسد التي تورث الغل وتنمي العنف وتذهب بالطمأنينة والسلام الاجتماعي الذي غاب عن المجتمعات في الآونة الأخيرة بصورة تنذر بعواقب وخيمة إذا استمر بهذه الوتيرة.
التسامح رسول المحبة وعلامة للطيبة.

الجريدة الرسمية