رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. وفاة هيلا سيلاسي أشهر حاكم معزول في تاريخ إثيوبيا

هيلا سيلاسي
هيلا سيلاسي

في مثل هذا اليوم من عام 1975 توفى هيلا سيلاسي إمبراطور إثيوبيا الأكثر شهرة في تاريخ البلاد، إذ انتهى حكمه عام 1974 بعد 45 عاما قضاها في الحكم بقرار من القادة العسكريون احتجاجًا على سياساته الاقتصادية والاجتماعية في إثيوبيا.

 

عن مشوار الحكم 

اتخذ لنفسه لقب هيلا سيلاسي الأول، ويعني ذلك باللغة الأمهرية قوة الثالوث، وفيما بعد أضفى على اسمه لقب الأسد القاهر من سبط يهوذا المختار من الله ملك إثيوبيا.

استهل حكمه بمحاولة تطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من نشر للتعليم وتحسين للوسائل الصحية وإلغاء للعبودية وعدّها جريمة يعاقب عليها القانون، كما عمل على وضع دستور للبلاد عام 1931 نص على عدد من الإصلاحات.

في عام عام 1935 حاولت إيطاليا ضرب أثيوبيا بعد خلاف حدودي مع الصومال الذي كانت تسيطر عليه إيطاليا وبدل الاحتكام إلى عصبة الأمم دشنت إيطاليا حملة عسكرية ضد الأحباش، وقاد هيلا سيلاسي جيشه بنفسه للدفاع عن الحبشة لكنه هُزم أمام العدو المتفوق مما أدى إلى فراره إلى السودان ولجأ لإنجلترا.

وقتها أعلنت عصبة الأمم أن إيطاليا دولة معتدية وقررت فرض عقوبات عليها في مارس 1936 ورد الطليان بإعلان ضم الحبشة في مايو 1936 وأصبح فيكتور عمانوئيل الثالث امبراطورًا على الحبشة مما دعا عصبة الأمم إلى الإقرار بعجزها وقررت رفع العقوبات التي فرضت على إيطاليا منتصف عام 1937.

لكن هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية وبدعم من إنجلترا تمكّن هيلا سيلاسي من العودة إلى وطنه وإثارة مواطنيه ضد العدو، وذلك بعد دخوله أديس أبابا واسترجاع عرشه وتطلّع هيلا سيلاسي بعد ذلك إلى ضم أرتيريا لأهميتها للأحباش وحظي بموافقة هيئة الأمم المتحدة بإقامة اتحاد بين إثيوبيا وأرتيريا ووقع مرسوم الاتحاد عام 1952 لكن ما لبث بعد ذلك أن أعلن عن ضم أرتيريا.

 

الثورة على سيلاسي 

في الستينات من القرن العشرين كثر عدد المعارضين لحكم الإمبراطور وطالبوا بمستوى معيشة أفضل وناهضوا الفساد الحكومي المتنامي، ساعدهم ما أصاب البلاد من جفاف وقحط ومجاعة عامي 1972-1973، اتهم الإمبراطور على أثرها بتجاهل هذه الأزمة الخانقة.

على الفور تحركت مجموعة من العسكريين بقيادة منغستو هيلا مريام وأبعدت هيلا سيلاسي عن الحكم عام 1974، وبعد عام واحد فقط من ترك الحكم توفى سيلاسيفي ظروف غامضة ورفضت الحكومة الأثيوبية منح الجنازة الصفة الرسمية واتهمت المعزول بالظلم والقسوة خلال 45 سنة قضاها في حكمه، واعتبرت أن الجنازة شأنًا عائليًا وليس حكوميًا. 

الجريدة الرسمية