الغموض غير البناء !
أمس أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولى شارف على الانتهاء وإكتفى بهذا القدر ولم يفصح عن مضمون هذا الاتفاق وتحديدا عن مطالب الصندوق لاتمام هذا الاتفاق، سواء التى تتعلق بسعر صرف الجنيه وتخفيض الدعم السلعى وتخلص الحكومة من الأصول المملوكة لها.. وهكذا ظل هذا الأمر غامضا أو مسكوتا عنه من قبل الحكومة رغم أنه لن يرتب عليها وحدها أعباء وإنما الذى سوف يتحمل هذه الأعباء في نهاية المطاف هم عموم المصريين الذين تحملوا كل أعباء إتفاق الحكومة مع الصندوق النقد في خريف ٢٠١٦.
وهذا الغموض بالتأكيد غير بناء لآنه يفتح الباب للقيل والقال وترويج ما هو غير صحيح من المعلومات بينما الإقتصاد يتأثر بأى قول مغلوط أو غير صحيح.. وعندما يتعلق الأمر بحياة الناس ومعيشتهم لا يجب اللجوء للغموض.. ليس فقط لآن مصارحة الناس هو حق لهم على الحكومة وإنما لان هذه المصارحة تحافظ على الثقة بين الحكومة وعموم الناس وتجعلها قادرة على تنفيذ أية اتفاقات تبرمها مع أية منظمة دولية..
أما مفاجأة الناس فيما بعد بتنفيذ ما جاء في هذه الاتفاقات فإنه يجعل التنفيذ صعبا وغير مقبول من الناس ويعطل بالتالى هذه الاتفاقات التى لم تفصح الحكومة عن كل مضمونها بصراحة ولم تجعل أمرها غامضا أو غائما أو ملتبسا وغير واضح..
ولذلك الغموض لا يفيد وليس بناءا وهذا لا ينطبق فقط على علاقتنا مع صندوق النقد الدولى وإنما على كل شىء يتعلق بحياة الناس، مثل علاقاتنا بعدد من الاشقاء العرب أيضا بعد بعض المواقف التى اتخذوها أو تلك الأخرى التى لم يتخذوها. أما الإفصاح والمصارحة والمكاشفة فإنها مفيدة وذات جدوى وتقى من عواقب كثيرة وتضمن للحكومة ثقة الرأى العام فيما تقوله وتفعله.