رئيس التحرير
عصام كامل

الشخصيات العامة ليست حرة !

بمجرد أن تصبح شخصية عامة، سواء صرت نجما جماهيريا أو مسئولا رسميا فأنت تفقد فورا قدرا من حريتك وتصير مراقبا بآلاف أو ملايين العيون التى تحسب عليك أنفاسك وتتابع كلامك وتصرفاتك حتى العفوية منها، وتصبح مطالبا أن تنتقى كلامك وتضبط تصرفاتك.. فهذه ضريبة الشهرة والنجومية وأيضًا حين تتولى منصبا ما خاصة إذا كان كبيرا!

 
الشخصية العامة يفقد صاحبها عفويته وتلقائيته.. يتحدث بحساب ويتصرف بالشوكة والسكينة، ويراعى قبل أن يتكلم أو يتصرف ردود أفعال الناس.. وهذا أمر ليس بجديد وإنما الجديد في ظل  سطوة وانتشار العالم الافتراضي هو أن كل كلام وتصرفات الشخصيات العامة صار يتم على الهواء مباشرة.. 

 

فهذا العالم الافتراضي لا يترك شاردة هنا وهناك دون أن يتناقلها ويروجها، بل وينفخ فيها أيضا لإثارة حريق فيها.. ولذلك إذا كانت الشخصيات العامة من قبل تراعى أنها صارت مراقبة من عيون كثيرة، فإنها اليوم يجب أن تدرك أن هذه العيون التى تراقبها قد زادت كثيرا لدرجة أنها لا تترك لها فرصة الاختلاء بالنفس أو ممارسة الحياة الطبيعية.. وإلا سوف تفاجأ الشخصية العامة بأمور تزعجها وتثير القيل والقال حولها قد يستخدمها الخصوم فى النيل منها..

 

 

مثل إطلاق تصريح ملتبس أو القيام بدعابة رياضية، أو صورة تجمعه بفنانة، أو القيام بتصرف يمكن أن يفسر على أنه لا يراعى الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد الآن.. فأنت عندما تصبح شخصية عامة تزيد قيودك وتفقد قدرا من حريتك وعفويتك. لكن ذلك للأسف الشديد لا تدركه الشخصيات العامة عندنا إلا متأخرا وبعد أن يقعوا في دائرة تصويب الرأى العام انتقاداته ضدهم.. بينما هم كان يمكن وقاية أنفسهم من هذه الانتقادات إذا أدركو أنهم محط الأنظار بعد أن صاروا شخصيات عامة ولم يعودوا مواطنين عاديين.     

الجريدة الرسمية