جمال الغندور: عايزين تعرفوا حكامنا لا تذهب للمونديال ليه؟ اسألوا اتحاد الكرة ( حوار )
أزمة الكرة في مصر ليست حكاما بل أصبحت شماعة الفاشلين
تلقيت سيلا من رسائل الأشقاء من البلدان العربية كلها دهشة وتعجب
اتحاد الكرة استعان بخواجة من منطق (راحة الدماغ) وعدم التصادم مع الأندية
تركت لجنة الحكام مرتين بسبب التدخلات لأني مش مرن
كلاتنبرج لن يضيف شيئا للحكام في مصر
بمنطق إراحة الدماغ لم يجد اتحاد الكرة أفضل من التعاقد مع شروة أجانب في كل المواقع القيادية للكرة المصرية بداية من المدير الفنى للمنتخب الأول مرورا بالمدير الفنى للمنتخب الأوليمبى ثم الخواجة كلاتنبرج مشرفا على لجنة الحكام وفى انتظار من يتولى منصب مدير فنى اتحاد الكرة.
اتحاد الكرة الذي أعلن رئيسه جمال علام فى يونيو الماضى أنه مدين بـ600 مليون جنيه، وأنه تسلم تركة مثقلة بالديون، عاد ليعلن أن كل شيء سيصبح أجنبيا وببرنيطة داخل الاتحاد، وعندما حسبنا الحسابات وجدنا أن رواتب الأجانب فى مصر لن تقل سنويا عن مائة مليون جنيه مصري، وهو أمر يفوق حدود العقل والمنطق.
ومن ضمن شروة الأجانب كان الإنجليزى مارك كلاتنبرج الذى تم التعاقد معه منذ فترة قليلة للإشراف على تطوير لجنة الحكام المصرية، وهو الرجل الذى كان يعمل فى المملكة العربية السعودية وصدر قرار إقالة بحقه فى 16 فبراير 2019 وتعيين آخر بدلا منه
ورغم أن المملكة العربية السعودية دولة شقيقة وعلاقتنا بها مميزة على كافة المستويات ورئيس الاتحاد تواجد بها أكثر من مرة مؤخرا وقبل التعاقد مع كلاتنبرج، وكذلك عضوى الاتحاد اللواء مشهور والإعلامي إيهاب الكومى، لم يكلف واحد نفسه للسؤال عن الرجل أو سبب قرار إقالته من لجنة الحكام بمنطق أن رئيس الاتحاد والعضوين ملف الحكام ليس من اختصاصهم.. وحل الإنجليزى كلاتنبرج على القاهرة قبل إسبوعين لبدء مهمته مع اتحاد الكرة ولجنة الحكام المصرية.
المونديالى جمال الغندور
ولم يكن أمامي سوى المونديالي جمال الغندور للحديث معه، وهو رجل أثق فى كل كلمة يقولها، ومعتز بنفسه إلى أقصى مدى، ولا تحركه (لقمة العيش) لفعل شيء على غير إرادته.. ولديه منطق وحجة فى الحديث، وكان هذا الحوار الذى تركت له الكلام ليتحدث بحريه كاملة.
فى البداية قال الكابتن جمال الغندور إن مشكلة الحكام فى مصر ليست فى من يشرف عليها، سواء وطنى أو خواجة وإنما الجزء الأهم هو الاستقرار والاستقلالية للجنة الحكام فى المقام الأول إذا كنا نريد تطوير أداء الحكام.
الاستقرار والاستقلالية
وعندما طلبت من الغندور توضيح موضوع الاستقرار والاستقلالية قال إن اتحاد الكرة عندما لجأ إلى الاستعانة بكلاتنبرج فإن هذا من منطق (راحة الدماغ) وعدم الدخول فى صدامات مع الأندية
أما موضوع الاستقرار والاستقلالية فإن غيابهما سبب رئيسى فى عدم ظهور حكامنا فى المونديال لأن هناك عدم استقرار فى اللجان، فضلا عن عدم الاستقلالية فى اتخاذ القرارات بمعنى أن اللجنة تستجيب لضغوط مجلس الإدارة فى التساهل مع الأندية والاستجابة لطلباتها فى أن ناديا يطلب عدم الاستعانة بالحكم الفلانى أو العلانى، وبالتالى فإن هذا يفقد الحكم استقلاليته وثقته فى نفسه.
استقلت مرتين
ومع وجودى فى لجنة الحكام استقلت مرتين بسبب موضوع الاستقلالية ورفض التدخل فى أمور الحكام وعدم الاستجابة لطلبات الأندية وأتعامل مع الـ18 ناديا بمعيار واحد فقط، ولا يوجد عندى ناد كبير وآخر صغير.
حكامنا يحتاجون الحماية الكاملة لأنهم يتعرضون لضغوط كبيرة من الأندية الكبيرة والإعلاميين المنتسبين لتلك الأندية، وهو أمر فى منتهى الخطورة.
المدرب الأجنبى
الناس تتحدث عن نجاح المدرب الأجنبى، وهو أمر الجميع يعرف السبب وراءه، وهو أننا نرفع القبعة لأصحاب البرنيطة وعندما يكون حكما أجنبيا، هو الذى يدير لقاء فى الدورى المصرى فإن أحدا داخل الملعب أو خارجه لايجرؤ على أن يفتح فمه فتجد دكة الفريق فى منتهى الأدب ولايستطيع أن يتحرك أحد من عليها وكذلك اللاعب تجده وديعا ومسالما ولا يعترض، أما لو كان الحكم مصريا فمن المؤكد أن المشهد يختلف كليا.
قرار أحمد مجاهد
اختلفت مع المهندس أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية التى كانت تدير اتحاد الكرة العام الماضى، ولكن الحق أقول إن هذا الرجل اتخذ قرارا تاريخيا بعدم الاستعانة بحكام أجانب سواء فى مباراة القمة بين الأهلى والزمالك أو غيرها، وهو القرار الذى لم يستطع أي مجلس إدارة من أكثر من خمسين سنة أن يتخذه، ونتيجة هذا القرار أن منح الثقة للحكم المصرى وشهدنا ارتفاع مستواهم وعدم وجود أخطاء جسيمة لأن الحكم شعر بأن هناك ظهرا يحميه، وأنه ليس فى مهب الريح أمام الأندية الكبيرة وجماهيرها.
ليس خلافا شخصيا
لست مختلفا على كلاتنبرج كشخص ولا توجد عداوة بينى وبينه، ولكن أتكلم من حيث المبدء أن الرجل لن يضيف شيئا للحكام فى مصر، وهناك حكام عظام فى مصر غير جمال الغندور من الممكن أن يديروا لجنة الحكام.
وللأسف الشديد أننى خلال الأيام الماضية تلقيت سيلا من الرسائل الهاتفية من أشقاء كثر من البلدان العربية المجاورة، خاصة من المملكة العربية السعودية، كلها مندهشة من قرار اتحاد الكرة بالاستعانة بالخواجة كلاتنبرج، والاندهاش الأكبر أن أحدا من اتحاد الكرة المصرى لم يكلف نفسه بالاستفسار من أعضاء اتحاد الكرة السعودى.
الدورى المصرى
أتوقع أن كلاتنبرج لن يعيش كثيرا فى الدورى المصرى، وأطول فترة ممكن يعيشها هى عام واحد فقط، ولكن بالطبع ممكن يحقق مكاسب للحكام، لأن الاتحاد سيحاول أن ينجح التجربة، وفى سبيل ذلك سيوفر له لبن العصفور، وبالتالى فإن أي لجنة بعد كلاتنبرج ستستفيد بالميزانية التى تم رصدها له.
لا توجد مشكلة فى الحكام
أعود وأكرر أنه لا يوجد فى مصر أزمة حكام، ولدينا نوعية فاخرة، وحكامنا بخير، وكما قلت يحتاجون الثقة فقط والثقة هنا ليس المقصود بها لجنة الحكام أو الجماهير أو الأندية، ولكن الثقة فى توفير حماية لهم من الأندية الكبيرة التى تحاول فرض مناخ من إرهاب الحكم من خلال الضغط الجماهيرى من خلال وسائل السوشيال، وهو الذى قد يؤثر على البعض.
من الطبيعى أنه فى ظل هذا المناخ ألا نندهش من مطالبة الأندية بإقالة لجنة الحكام أو إيقاف حكم رغم أنه لا يحق لناد أيا كان أن يطلب مثل تلك الأمور سواء علنا أو سرا، وكذلك كل يوم ناد يخرج فى وسائل الإعلام ببيانات تؤكد رفض الحكم الفلانى إدارة مباريات فريقهم، والجميع يقلد بمنطق (إشمعنى أنا)، ومثل تلك الأمور كنت أواجهها بمنتهى الحزم وأرفضها تماما، ومن أجل ذلك رفضت الاستمرار مرتين، ولم أنتظر حتى تتم إقالتى.
تعليق
إلى هنا انتهى كلام المونديالى جمال الغندور، ولم تنتهِ حالة الجدل فى الشارع المصرى حول الاستعانة بالأجانب فى كل شيء داخل اتحاد الكرة حتى أن أحدا علق أنه إذا فشل أحد المنتخبات فسيكون الحل بعد ذلك هو استيراد مجلس إدارة خواجات! والجميع يجزم على أن ما يحدث داخل الاتحاد هو آخر فرصة لمجلس الإدارة خاصة الثنائى حازم إمام وبركات.. وللحديث بقية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"