"حلق الوادي" التونسية تحتفل بموكب السيدة العذراء | صور
خرج، مساء أمس الإثنين، موكب "مادونا سيدتي" أو السيدة العذراء بمدينة حلق الوادي بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، في مشهد يدل على التعايش السلمي بين الأديان.
وفي الساعة السادسة ونصف مساء بالتوقيت المحلي التونسي، ومع خروج المصطافين من شواطئ حلق الوادي الجميلة، خرج موكب "مادونا" من كنيسة القديس أوغسطينوس والقديس فيديل بحلق الوادي ليجوب شوارع المدينة وأزقتها في احتفال ديني بديع، طغت عليه الترانيم الموسيقية المسيحية ليعلن عن نهاية موسم الصّيف، حيث يعتقد أن البحر بعد يوم 15 اغسطس من كل سنة يصبح إثر هذا الموكب مضطربا وغير ملائم للسباحة.
ويشارك في هذه المناسبة تونسيون، فضلًا عن الأجانب من إيطاليا وفرنسا ومالطا وأفارقة.
خرجة المادونا، وتسمى أيضا بموكب سيدة "تراباني" نسبة لمدينة تراباني الإيطالية، هو مهرجان كاثوليكي تقليدي يحتفل به المسيحيون في 15 أغسطس من كل عام في كنيسة القديس أوغسطينوس والقديس فيديل بحلق الوادي في تونس.
وكان التقليد خاصًّا بالمهاجرين الصِقِليين الذين استقدمُوه إلى تونس من مدينة تراباني الإيطالية عام 1853 حيث جلبوا مادونا وهي تمثال لمريم العذراء، ووُضع في كنيسة حلق الوادي ليُخْرَجَ في منتصف أغسطس في استعراض إلى البحر كدلالة على انتهاء موسم الصيف والسباحة ومباركة الرحلات البحرية للجاليات الأوروبية من تونس.
في جميع أنحاء العالم، وعلى مدى قرون، احتفل المسيحيون بمواكب دينية سنويًا في 15 أغسطس، وهو تاريخ احتفال ذكرى انتقال العذراء
وخرجة المادونا، مصطلح يطلق على فعالية أو تقليم يتضمن خروج "مُجسمٌ أو تمثال للسيدة مريم العذراء"، داخل كنيسة حلق الوادي ثم يتم حمله والسير به في شوارع المدينة، وكأنه يدعو للتسامح.
و"خرجة المادونا" غابت في تونس لفترةٍ طويلة (من 1963 إلى 2016)، لتعود عام 2017 بانخراط أجانبٍ من فرنسا ومالطا وتونسيين وأفارقة من سكان المدينة (حلق الوادي) لإعادة هذا الحدث.
كما تعتبر مدينة حلق الوادي في تونس أحد رموز التسامح نظرًا لأنها كانت نقطة تعايش لديانات عديدة ولا يزال يقطنها داليات يهودية ومسيحية في تونس.