الكل أصبح إعلاميًا وصحفيًا!
في زماننا هذا والعيب ليس فيه وإنما فينا، الكل أصبح صحفيًا أو إعلاميًا في غيبة المعايير بصرف النظر عن الكفاءة والاستحقاق والمهارة والملكات، ولم نجد أثرًا لا لنقابة الصحفيين ولا نقابة الإعلاميين بوصفهما حامى حمى المهنة وراعيها الأول.. والنتيجة ما نرى من بطالة بين أهل التخصص وفيهم الأوائل ذوو المواهب والقدرات الإعلامية والعلمية الفذة وهم الذين أنفقوا جهدهم وأموالهم في التحصيل الدراسي وراودهم حلم الحصول على وظيفة مستحقة على الشاشات وفي الصحف والمواقع؛ لكنه- أي الحلم- تبدد هباء منثورًا..
فالدراسة شيء والواقع شيء آخر تمامًا.. فقد استحوذ دخلاء الإعلام والصحافة على وظائف كان الأولى بها خريجي ذلك التخصص الذي أعجب أشد العجب من التوسع في كلياته وأقسامه وآخرها قرار جامعة عين شمس باستحداث كلية للإعلام.. فهل درس القائمون عليها هذا القرار.. وهل السوق الإعلامية قادرة على استيعاب خريجي هذه الكلية..
ألا يكفي ما يعانيه خريجو الإعلام والصحافة من متاعب البطالة وقلة المتاح من وظائف إعلامية حتى ينضم إليهم طابور جديد من المتعطلين.. وما الأجدى لمصر كليات علمية وتقنية وإنتاجية تلبي احتياجات سوق العمل وتراعي الظروف الاقتصادية الحالية أم كليات نظرية لدينا من خريجيها مئات الآلاف الذين لا يجدون عملًا بتخصصاتهم التي عفا عليها الزمن؟!