مليون مصاب أورام فى مصر.. المريض يكلف الدولة نصف مليون جنيه.. ونسب الشفاء 60%
تراجعت خلال السنوات الأخيرة معدلات الإصابة بالسرطان، ويرجع الأمر لعدة أسباب أهمها زيادة الوعى لدى المواطنين بمرض السرطان وطرق الإصابة به، فضلا عن المبادرات الصحية للكشف المبكر عن الأورام سواء سرطان الثدى أو الكبد باعتبارها أكثر أنواع الأورام انتشارا وأيضا باقى أنواع السرطانات.
وفى الفترة الأخيرة زادت أماكن علاج الأورام، وأصبحت تتوفر مراكز علاجية فى غالبية المحافظات فى القاهرة والصعيد سواء تتبع وزارة الصحة أو الجامعات أو المجتمع المدنى القائم على التبرعات أو القطاع الخاص لتستوعب أعداد المرضى المكتشف إصابتهم سنويا.
وأكد أساتذة علاج الأورام أن مصر تقدم خدمة جيدة لعلاج الأورام ولسنا فى حاجة إلى بناء مراكز جديدة، ولكن فى حاجة إلى مزيد من استمرارية تقديم الخدمة بمستوى جيد خاصة أن علاج الأورام مكلف للغاية ويحتاج إلى أموال كثيرة.
مراكز العلاج
من جانبه قال الدكتور حسين خالد، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ووزير التعليم العالى الأسبق، إنه لا يوجد عجز فى مراكز علاج الأورام فى مصر، مشيرا إلى أنه لدينا مراكز علاج كافية وتغطى المحافظات.
وأضاف لـ"فيتو" أنه ليس المهم بناء أبنية فقط، ولكن الأهم توفير التدريب والتعليم الطبى المستمر وبناء كوادر صحية وتوفير المستلزمات الطبية والأدوية والتوسع فى أنشطة الوقاية من المرض وتغطية تكاليف العلاج.
وأشار أستاذ علاج الأورام أنه يوجد المعهد القومى للأورام بالقاهرة ومعهد أورام أسيوط، كذلك يوجد ١٦ قسما لعلاج الأورام بالجامعات الحكومية، وحوالى ١٤ مركزا تابعا لوزارة الصحة و١٠مراكز تابعة للقوات المسلحة بجانب مراكز تتبع المجتمع المدنى والقطاع الخاص.
وأكد الدكتور حسين خالد ضرورة زيادة حملات التوعية للاكتشاف المبكر للمرض وتوجيه التبرعات والأموال لتوفير الأدوية وتعليم وتدريب الأطباء وتشجيع البحث العلمى فى مجال الأورام.
وأضاف أن الأماكن الحكومية وكل ما هو قائم كاف لمرضى الأورام فى مصر، وما يتم جمعه من تبرعات ليس لبناء مراكز ولكن لشراء أجهزة ومستلزمات طبية وتعليم الأطباء أي بناء طبيب وعلاج مريض.
نسب المرض
وتابع حديثه بأن نسب الإصابة بالأورام فى مصر فى تزايد لعدة أسباب منها زيادة متوسط أعمار المصريين، وكلما زاد معدل العمر تزيد احتمالية الإصابة بالسرطان مع وجود عوامل أخرى منها التدخين وقلة الرياضة ووجود الملوثات فى الطعام والهواء والنظام الغذائى غير الصحى بالاعتماد على الوجبات السريعة التى أصبحت نمط حياة.
وأشار إلى أن من ضمن أسباب الإصابة بالأورام وجود بعض الأمراض المسببة للسرطان مثل فيروس سى الذى يسبب سرطان الكبد ومرض البلهارسيا الذى يعتبر سببا لسرطان المثانة البولية ونظرا للجهود التى بذلت لمكافحة البلهارسيا والقضاء عليها أصبح سرطان المثانة البولية تقل نسب الإصابة به بمرور السنوات، مضيفا أن مسبب سرطان الكبد هو فيروس سى وبعد القضاء عليه سوف يوجد انخفاض فى نسب الإصابة بسرطان الكبد ولكن بعد ١٠ سنوات من القضاء على المرض.
وأضاف أن السرطان يمكن أن يصيب أي عضو فى جسم الإنسان لذا أي عرض يشعر به الإنسان يجب الكشف لدى الطبيب المتخصص واستبعاد كافة الأسباب والأمراض المحتملة ثم إجراء الأشعة للاطمئنان.
نسب الشفاء
وأكد أن نسب الشفاء من السرطان تتوقف على عدة مراحل منها نوع الورم ومرحلة انتشاره فى الجسم وتوقيت اكتشافه، لافتا إلى أن المراحل المتأخرة تحقق نسب شفاء منخفضة، مشيرا إلى أن متوسط نسب الشفاء فى أمريكا تصل إلى ٦٨% وفى مصر تصل إلى ٥٥ إلى ٦٠%.
وقال الدكتور جمال عميرة، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام ووكيل نقابة الأطباء، إن محافظات الصعيد تضم مراكز علاج الأورام فى المنيا وسوهاج وأسوان تقدم خدمة العلاج الكامل سواء جراحة أو علاج إشعاعى أو كيماوى تضم نخبة من الأطباء المدربين الحاصلين على شهادة الدكتوراه، ويشرف عليهم أساتذة المعهد القومى للأورام وحاليا أبناء البلد حصلوا على شهادات دكتوراه ويعملون بتلك المراكز.
وأضاف لـ"فيتو" أنه يوجد ١٤ مركز علاج أورام يتبع وزارة الصحة، ومعهد جنوب مصر فى جامعة أسيوط، مؤكدا أن خدمة الأورام فى مصر من أفضل الخدمات، لافتا إلى أنه يجب وجود مركز علاج فى كل محافظة وحاليا غالبية المحافظات تضم مراكز علاجية.
ولفت إلى أن القاهرة تضم أماكن كثيرة منها مستشفى هرمل ومركز أورام السلام ومستشفى سرطان الثدى فى التجمع وأقسام القصر العينى وجامعة عين شمس، كما أن الأزهر بصدد إنشاء أقسام متخصصة لجراحة الأورام.
وتابع حديثه بأن مستشفيات المجتمع المدنى القائمة على التبرعات تضم كوادر وأجهزة حديثة وتقدم أداء جيدا والقائم عليها أساتذة فى معهد الأورام.
وأكد الدكتور جمال عميرة أن علاج الأورام مكلف للغاية، سواء فى شراء الأجهزة أو إجراء عمليات مكلفة، لافتا إلى أن التبرعات لعلاج الأورام تساعد فى توفير الخدمة كما أن إقبال الناس على التبرعات لمراكز الأورام يرجع إلى وجود ثقة لديهم فى أماكن العلاج، وأنهم بالتأكيد أرسلوا مرضى أو أقارب لهم وتلقوا خدمة جيدة.
وتابع حديثه بأن مستشفيات المجتمع المدنى القائمة على التبرعات تساعد القطاع الحكومى فى تقديم الخدمة خاصة مع تزايد نسب الإصابات بالأورام والحالات المكتشفة.
وأشار إلى أنه وفقا للإحصائيات يوجد ١٣٠ ألف حالة أورام جديدة سنويا تضاف لأعداد المرضى الموجودين، لافتا إلى أنه يوجد ما يقرب من مليون مريض سرطان فى مصر منهم المصاب وتم شفاؤه أو مريض تم اكتشافه حديثا أو مريض ما زال تحت العلاج.
ولفت إلى أن رقم مليون حالة أقل من دول أوروبا لأن معظم الدول الأوروبية نسب الإصابات فيها أكثر، وأرجع سبب زيادة الإصابات إلى زيادة معدلات التشخيص وحملات الوقاية ومبادرة الرئيس لعلاج أورام الثدى ووجود سيارات تتبع مبادرة صحة المرأة فى المحافظات لإجراء أشعة على الثدى للسيدات، بجانب زيادة الوعى للمواطنين، وأى مريض يشعر بأى عرض لا يهمل العلاج ويذهب إلى مراكز الأورام.
وأضاف أستاذ الأورام أن أكثر الأنواع انتشارا لدى السيدات هو سرطان الثدى، حيث يشكل ٣٧% من أورام السرطان لدى السيدات وسرطان الكبد بالنسبة للرجال ويليهم سرطان المثانة ثم القولون.
وأضاف أنه يتم توفير أحدث الخطوط العلاجية مع وجود تطورات حديثة لاكتشاف الخريطة الجينية للاكتشاف المبكر للأورام، لافتا إلى أن الأدوية مكلفة للغاية سواء علاج موجه أو جينى أو مناعى.
وأكد أن المريض يكلف الدولة مبالغ طائلة حيث توجد حالات تصل تكلفة علاجها إلى ٥٠٠ ألف جنيه، وفى حالة إجراء جراحة فقط تصل إلى ٨٠ ألفا، وإذا احتاج المريض إلى جلسات علاج كيماوى أو إشعاعى تصل إلى ٤٠٠ و٥٠٠ ألف جنيه.
نقلًا عن العدد الورقي…،