اجعلوها متعة الجماهير!
من السلبيات الخطيرة في مجال الرياضة وكرة القدم بوجه خاص انتشار ظاهرة التعصب الرياضي وتبادل الألفاظ النابية أحيانًا بين بعض الجماهير ونزولهم أحيانًا لأرض الملعب وخروجهم للشارع جماعات تعوق حركة المرور بعد انتهاء المباريات وقيامهم بكتابة عبارات خادشة على جدران المرافق العامة والمساكن مما لا يليق بالرياضة، ولا يدل على وعي أصحابها.
ولعل عودة الروح الرياضية بين اللاعبين أولا، ثم بين الإعلاميين يجعل من السهل عودتهم للمدرجات والشوراع والمقاهي وحتى داخل البيوت بحسبان لاعبي الكرة نماذج يقتدي بها صغارنا وشبابنا، ومتى عادت تلك الروح ستصبح الرياضة منهجًا ومنبرًا للأخلاق والقيم والمثل العليا، كما ينبغي لكل من يعمل بالحقل الرياضي وللجماهير أيضًا احترام القوانين والإلتزام بها وتقبل الهزيمة بروح رياضية، والكف عن العادة المرذولة بالتشكيك في ذمم الحكام والمسئولين عمّال على بطال.
أخلاق رياضية
اجعلوا كرة القدم بشعبيتها الطاغية ميدانًا للتربية على الأخلاق الرياضية ومتعة للجماهير، وعلى نجوم الكرة والرياضيين أن يبدءوا بأنفسهم في إحترام القوانين وعدم التطاول على الآخرين ليكونوا قدوة حسنة لملايين الجماهير خصوصًا الشباب الذين يتعلقون بهم ويقلدون تصرفاتهم.
فإذا كان الرياضي خلوقًا وأخص هنا الإداريين والمدربين والحكام، وإذا كانت روحهم رياضية فإن ذلك سيؤثر إيجابيًا على سائر عناصر المنظومة الرياضية من مشجعين ومتابعين؛ فالأخلاق الرياضية سلوك مكتسب تفرزه البيئة المحيطة باللاعب أو الإداري أو الحكم منذ نعومة أظفاره؛ فالمرجعية الأخلاقية هي من أهم المقومات التي يتم عليها البناء السليم للرياضة والرياضيين؛ فالرياضة هي حصيلة مباديء وقيم عديدة في مقدمتها التنافس الشريف والرياضة من أجل الرياضة.
إن دور الأجهزة المعنية مهم جدًا في غرس الثقافة الرياضية السليمة وتأصيلها وتعليمها للنشء.. فالرياضة جوهر ثابت لا يختلف عليه أحد، فالفوز والخسارة سيان، والمباركة بالفوز تنبع من القلب للقلب من خصم مهزوم إلى خصم منتصر.. والعكس صحيح.. قل كلمة طيبة لخصمك عند الفوز عليه.. قل له "هارد لك" لتسمو بالأخلاق والروح الرياضية لتعلو فوق تفاهات التعصب والخلافات إن وجدت كما نرى في الدوريات الأوروبية.. وعلينا أن ننبه ونتعلم فليس ذلك عيبًا بل العيب كل العيب أن نتمادى في التعصب.