خبيرة نفسية تحذر من مقارنة الطفل بالآخرين
تربية الأطفال ليست بالأمر اليسير، فيتطلب الأمر المزيد من الوعي والتفهم والصبر، حتى لا يرتكب الآباء بعض السلوكيات أو الأفعال في رحلة تربيتهم لأبنائهم، والتي من شأنها أن تؤثر على نفسيتهم مدى الحياة، وقد تترك بعض الآثار النفسية على تكوينهم الشخصي، والطريقة التي يتعاملون بها مع أنفسهم ومع الآخرين.
ومن الأخطاء التي يقع فيها العديد من الآباء، مقارنتهم لأفعال وسلوكيات طفلهم بسلوكيات وأفعال أقرانه، سواء من زملائه في المدرسة، أو جيرانه، أو أطفال العائلة ممن هم في مثل عمره، غير ملتفتين إلى ما يمكن أن تسببه مثل هذه المقارنات من عقد نفسية تترسب في عقلية ونفسية الطفل.
أضرار مقارنة طفلك بالأخرين
وأكدت الدكتورة سهام حسن الخبيرة النفسية، أن أسلوب المقارنة بين أبنائك والأطفال الآخرين في التربية يأتي بنتائج عكسية دائما، وله الكثير من الأضرار، والتي توضحها في السطور التالية:
تولد لدى طفلك الشعور بالدونية، وتجعله يرى نفسه دائما أقل من أقرانه.
يؤدي ذلك إلى تنشئة شخص متكبر يقارن نفسه بالآخرين، فيبالغ في مميزاته وفي عيوب الآخرين، وذلك كأسلوب دفاعي ضد التقليل من شأنه دائما.ً
يجعله لا يقدر إنجازاته أبدًا ولا يرضى عنها، ويستصغر ما يحقق من نجاحات دائمًا، ويصبح لديه مشكلة يعاني الكثير منا منها، ألا وهي السعي نحو الكمال.
المغالاة في المقارنة بلا مراعاة لاختلاف الظروف والقدرات، قد تجرنا إلى تضخيم فضائل الآخرين على حساب تقديرنا لفضائل أبنائنا.
دفع الأبناء إلى الطموح الضاري الذي لا يراعي القدرات، ويتعلق بالسعي وراء تحقيق المستحيل، ويقتل الروح والعلاقات الإنسانية.
قتل الطموح في الأبناء لشعورهم بأنهم أقل من أن يحققوا أي شيء.
اللامبالاة، حيث يرى الطفل أنه لا فائدة من أي جهود يقوم بها، طالما أن والديه يريان الآخرين أفضل منه.
ربما يصبح شخصًا حسودًا، لأنه يركز على ما يوجد لدى الآخرين وينقصه هو
دفع الأبناء إلى الشعور بالغيرة المرضية من الآخرين.
المقارنة تقتل الموهبة، لأن مشاعر الحسد والغيرة والدونية تستنزف طاقة الطفل، وتقضي على قدرته على القيام بأي أنشطة منتجة، وشغفه باكتشاف مواهبه الحقيقية.