كيف تكون ناجحًا في حياتك الاجتماعية (1)
أولًا: افعل بالناس ماتريد أن يفعلوا بك، فبهذا يوصينا الله فيقول: "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم.. افعلوا أنتم أيضًا بهم" (مت12:7 ).
ثانيًا: اغمر الناس بالحب على أن تكون محبتك للناس محبة صادقة، وليست محبة تظاهر ورياء، إذ أن القديس بولس الرسول يوصينا أن نكون صادقين فى المحبة، ونكون بلا رياء، لتكون محبة عملية وليست نظرية، والحب ليس بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والفعل والحق.
ثالثًا: قدم لهم الاحترام الواجب بمعني احترم الناس وقدم لهم حقهم من الكرامة، ولا تحتقر أحدًا، ولا تقلل من شأنه أو قدره، ولا تستصغر عمله.. لذلك معلمنا سليمان الحكيم يقول: "المحتقر صاحبه هو ناقص الفهم" (أم 12:1). ولا تميز بين الغنى والفقير ولا بشكل الإنسان أو بملابسه.
رابعًا: يجب مراعاة مشاعر الآخرين فمراعاة مشاعر الناس أمر شديد الغاية وواجب إنسانى، فلا تتسبب فى إثارتهم أو إغاظتهم، ولا تتهكم عليهم، أو تستهزئ بهم، ولا تجرح إحساسهم بتصرفات مهينة، ولا تلجأ تحت ستار الصراحة إلى إيذاء مشاعرهم بكلمات لاذعة.. ووضح لنا بابا العرب مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث فى كتاباته قائلًا: إن الكلمات الموجعة أو عبارات التحقير أو كلمات الغيظ تعمل من الناحية العلمية البحتة: هى هدم في الجسد، بقتل الأنسجة والخلايا بالجسم، ويعتبر هذا قتل جزئي.
أهمية الحكمة
خامسًا: اعترف بأفضال الناس، وأعط الشكر والتقدير لمستحقيه.. واحذر أن تنكر أفضال الناس عليك، أو تنسى محبتهم لك وتضحياتهم من أجلك أو تتجاهل مواقفهم النبيلة نحوك، بل اعترف دائمًا بأفضالهم.. ولا تبخل بالشكر لمن يستحقه، قدم له المديح وواجب الشكر.. فالسيد المسيح له المجد مدح ساكبة الطيب واعترف أمام الجميع قائلًا: "قد عملت عملًا حسنًا" ومدح أيضًا المرأة في بيت سمعان الفارسى قائلًا "أنها أحبت كثيرًا".
سادسًا: تواضع أمام الناس أى احذر من الكبرياء وتشامخ الروح، تجنب التعالي تمامًا لأن نهايته سقوط عظيم، واحرص على التحلى دائمًا بفضلية التواضع والوداعة، لأن الله يقاوم المستكبرين بفكر قلوبهم، أما المتواضعون فيعطيهم الرب نعمة، فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم فى حينه. فتجنب هذا الأمر أيها القارئ العزيز، فيقول لنا رب المجد "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم، ومن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع"(متى 11، 23).
سابعًا: تعلم كيف تتحدث مع الناس، فحديثك مع الآخرين يجب أن يكون بحكمة أولًا ثم يكون لائقًا نافعًا، رقيقًا، جيدًا، مقبولًا لسامعيه في هدفه.. ويجب أن تكون قليل الكلام مع الآخرين: "لأن كثرة الكلام لا تخلو من معصية "(أمثال سليمان الحكيم 10). ويقول يعقوب الرسول: "إن كان أحد لا يعثر فى الكلام، فذاك رجل كامل، فذاك قادر أن يلجم كل الجسد ايضًا" (يعقوب 3). ومن أمثال الشعبية تقول: الصمت حكمة والسكوت أدب، ولسانك حصانك، إن صنته صانك.
وعند الحديث مع الناس لا تكن مندفعًا، متسرعًا في كلامك، بل تحلى بفضيلة الاتزان، ويقول لنا القديس يعقوب الرسول "ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع مبطئًا فى التكلم". لا تقاطع أحدا حينما يتكلم، لأن عدم المقاطعة للمتكلم هو نوع من الحكمة ومن الاحترام والتقدير، وإجعل نفسك دائمًا مستمعًا جيدًا للحديث، وتكلم في الوقت الواجب فيه للرد أو الدفاع أو التوضيح، حسب ما أوصانا به سليمان الحكيم بحكمته العظيمة قائلًا: "للسكوت وقت، وللتكلم وقت" (سفر الجامعة 3).
تجنب الجدال الذى لا يكون بهدف الوضوح أو الوصول إلى الحقيقة، ولا عن استعداد للإقناع، بل لمجرد الجدال ولتأكيد للذات وفرض الرأى، وتسفيه الآخر. وخيرا لا تتكلم عن نفسك كثيرًا مع الآخرين لا بالمديح وغيره، تجنب الأنانية وحب الذات، فتحلى مع الآخرين بفضيلة التعاون والمحبة والخدمة النافعة لهم على قدر المستطاع، ساعد المحتاجين بسرور وبسخاء وبدون مذلة أو خدش لمشاعرهم، وتكون من الأفضل جندى مجهول في المساعدة والعطاء، اخدمهم وابذل كل جهدك من أجل سعادتهم، ويقول لنا الكتاب المقدس "من أراد أن يكون عظيمًا فليكن لكم خادمًا وبما فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر ( الفقراء والمرضى والمحتاجين ) فبى قد فعلتم" (متى 25 ).
نكمل في المقال القادم