ممشى أهل مصر القادرين على الدفع!
ممشى أهل مصر مشروع تستحق الحكومة أن تتباهى به لآنه يمنح المصريين في القاهرة فرصة الاستمتاع بالنيل الساحر البديع.. لكن ينال من هذا التباهي قرار فرض رسوم على من يستخدمه! إن كل أنهار العالم السير على ضفافها للمواطنين وحتى للأجانب والزائرين مجانا بلا رسوم أو تذاكر.. لكننا هنا في عاصمة المعز نبتدع بدعة جديدة عندما نفرض رسوما على المواطنين للاستمتاع بالمشي على ضفاف النيل.. وبذلك حولت الحكومة نفسها إلى تاجر كل ما يهمه هو أن يربح من أى شىء أو كل شئ من الخدمات التي من واجبها أن تقدمها للمواطنين وتمولها من أموال جامعي الضرائب..
أي أن المواطنين دفعوا من جيوبهم تكلفة مشروع ممشى أهل مصر، وليس مستساغا أن تربح الحكومة من استفادتهم من هذا المشروع.. وبالتالي فإن فرض رسوم على استخدام ممشى أهل مصر ينال من تباهى الحكومة به بعد أن حولت نفسها إلى تاجر يسعى للحصول على ربح من الخدمات الممولة من جيوب دافعو الضرائب! ثم كم سوف تكون حصيلة هذه الرسوم المفروضة على استخدام ممشى أهل مصر؟!
وهل تستحق للإساءة إلى جهد الحكومة في تنفيذ هذا المشروع الذي أعتبر عندما أعلن عنه أنه يعيد حقا للمواطنين سلب منهم حينما إنتشرت الأندية لفئات متعددة تحتكر استخدامها والكازينوهات التي يدفع الجالس فيها ثمن رؤيته للنيل؟! أليس من الممكن أن يتقلص عدد من يستخدمون هذا الممشى بعد فرض رسوم على استخدامه؟!
لقد شاهدنا فرحة المواطنين بهذا الممشى الجميل، خاصة الذين يسكنون بالقرب منه، وقالوا على شاشات التليفزيون إنهم يستخدمونه مع أطفالهم عدة مرات في الأسبوع لأنه ممتع وأمن في ذات الوقت.. وهؤلاء بعد فرض الرسوم الجديدة إما أن يتوقفوا عن إستخدام الممشى أو يخفضون مرات استخدامه، خاصة وأننا نعيش موجة تضخم عاتية شملت كل شئ بدء من الغداء وطالت مؤخرا البنزين والسولار وأسعار وتكلفة التنقل!
إن قرار فرض رسوم على ممشى أهل مصر حوله من ممشى لكل أهل مصر الذين يسكنون في القاهرة أو الذين يزورونها إلى ممشى لأهل مصر القادرين فقط على الدفع!