الرابح فى زيارة بايدن!
بعد الانتهاء مما حفلت به زيارة بايدن ل إسرائيل والسعودية من بهارات صحفية واعلامية مثل طريقة استقباله بالمقارنة بطريقة استقبال القادة العرب الذين شاركوا في قمة جدة، وما دار فى المؤتمر الصحفى حول مقتل خاشقجى، واهتمام بايدن بمصافحة نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى فقط باليد، يتبقى السؤال الأهم وهو: من الرابح الأكبر من تلك الزيارة؟
ومن تتبع وقائع تلك الزيارة وما دار فيها وأعلن عنه يمكنه أن يجيب بأن الرابح الأكبر في تلك الزيارة هى أولا إسرائيل وثانيا السعودية وبعدهما تأتى أمريكا إذا كانت النتائج التى قيل أنه لن يعلن عنها الآن تتضمن زيادة كبيرة ومؤثرة في إنتاج النفط وكبح جماح التعاون العربى مع كل من الصين وروسيا.
مكاسب قمة جدة
وقد ربحت إسرائيل الكثير في إطار سعيها لتطبيع العلاقات مع دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وربما يتجاوز الأمر هنا ما أعلن عنه حول فتح المجال الجوى السعودى أمام الطائرات الإسرائيلية، وتعهدها بتحويل جزيرة تيران إلى قاعدة اقتصادية بدلا من قاعدة عسكرية وذلك بعد الاتفاق أمريكيا وإسرائيليا وسعوديا على سحب قوات الطوارىء الدولية منها.. كما ربحت إسرائيل تجديد التعهد الأمريكى لها بالاحتفاظ بتفوقها العسكري بشكل مستمر.
أما السعودية فقد ربحت استعادة التعاون بينها وبين واشنطن بعد أن غيرت إدارة بايدن نهج التعامل معها لحاجتها إليها أكثر في هذا الوقت لزيادة إنتاج النفط للسيطرة على الزيادة في أسعاره العالمية، ولقطع الطريق على المضى عربيا في دعم التعاون مع روسيا والصين.. وقد عادت واشنطن إلى اعتبار العلاقات مع السعودية علاقات استراتيجية، وهو ما أفضى إلى تنشيط التعاون العسكري، وتحديدا ما يخص تزويد السعودية بأسلحة أمريكية جديدة..
وبالاضافة إلى ذلك كله فقد ربحت القيادة السعودية تراجعا أمريكيا عن نهج عدم التعامل أمريكيا مع ولى العهد السعودى الذى سبق أن تعهد بايدن إبان حملته الانتخابية بمقاطعته بسبب مقتل خاشقجى!.. وقد ساعد السعودية على تحقيق هذه المكاسب المشاركة العربية في قمة جدة والتى أظهرت بها مكانتها فى المنطقة ودعم ومساندة من حصروها لها.