عيش وبنزين !
الخبز والبنزين يلعبان الآن دورا مهما في استقرار الدول.. فإن المواطنين في أى دولة، سواء كانت متقدمة أو متواضعة اقتصاديا يريدون أن يتوفر لهم الخبز والبنزين أو الوقود بصفة عامة بأسعار مناسبة غير مرهقة لهم وفي مقدورهم أو يريدون أن تكفيهم دخولهم لتوفير الغذاء والطاقة معا.. ففى الوقت الذى شاهدنا فيه ضيق المواطنين الأمريكيين من ارتفاع أسعار البنزين لدرجة بات المحللين يتوقعون أن ينعكس هذا الضيق في تصويت عقابى لحزب الرئيس في انتخابات الكونجرس، فإننا شاهدنا أيضا كيف انتفض المواطنون في سريلانكا لإسقاط الرئيس والحكومة بعد أن عجزت عن توفير الغذاء والوقود لهم بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الطاحنة!
حكومات يقظة
ولذلك.. فإن كل الحكومات تهتم بتوفير الخبز والبنزين، أو الغذاء والطاقة للمواطنين وبأسعار مناسبة وتبذل كل ما فى وسعها لتحقيق هذا، وتتفادى حدوث الأزمات في الغذاء والطاقة، لتتفادى غضب المواطنين الذى قد يعبر عن نفسه بتصويت عقابى في صناديق الانتخاب كما يخشى الرئيس الأمريكى بايدن وحزبه الديمقراطي، أو قد يعبر عن نفسه في خروج المواطنين إلى الشوارع للمطالبة بتغيير سياسى..
وهكذا الاستقرار السياسى مرهون تحقيقه أو استمراره بقدرة الحكومات والحكام على توفير الخبز والبنزين، أو الغذاء والطاقة للشعوب.. ولعل هذا ما دفع الرئيس الأمريكى بايدن أساسا لمراجعة موقفه بخصوص العلاقات مع المملكة العربية السعودية وتحديدا مع ولى عهدها الذى سبق أن تعهد بعدم التعامل معه والقيام بزيارتها.. وهذا أيضا ما دفع حكومات أوربية إلى تقديم مساعدات لقطاعات واسعة من المواطنين لتحمل الزيادة في أسعار البنزين!
والحكومات اليقظة هى التى تدرك ذلك وتعيه وتضعه في اعتبارها الآن في الوقت الذى يعانى عالمنا من أزمة اقتصادية حادة رفعت في وقت واحد أسعار الغذاء والطاقة وأرهقت موازنات كل الدول، كبيرها وصغيرها.. وهذا الإدراك يعبر عن نفسه فيما تنتهجه الحكومات من سياسات وتتخذه من قرارات توفير على أسعار الغذاء والطاقة..
ولعل هذا ما افتقده قادة سيرلانكا الذين قادوا بلادهم إلى الوقوع في أسر الإفلاس الاقتصادى، وهو على العكس ما يعيه الرئيس في أمريكا صاحبة أكبر اقتصاد في العالم كله والتى صارت تصدر له الأزمات الاقتصادية، بل والسياسية أيضا.
وطوبى لكل العقلاء!