رئيس التحرير
عصام كامل

شكوك حول ناتو عربى!

ليس الأهم فى زيارة الرئيس الأمريكي بايدن هو عدم استقبال الملك سلمان وابنه وولى عهده له في مطار الرياض بينما استقبل ولى العهد عددا من القادة العرب المشاركين فى قمة مع الرئيس الأمريكي، ولا أيضا الاستقبال الخالى من مظاهر الترحيب الكبيرة من قبل الملك السعودى وولى عهده بالرئيس الأمريكى عندما إاتقيا به بالمقارنة بالترحيب البالغ الذى لاقاه الرئيس الأمريكي السابق ترامب حينما زار المملك العربية السعودية.. 

 

ولا أيضا التصريحات العامة التى لا تكشف عما دار فى المباحثات الأمريكية السعودية ، وتحديدا فيما يخص مسألة ضخ مزيد من البترول للسيطرة على ارتفاع أسعاره عالميا، وهو ما يعول عليه الرئيس الأمريكي بايدن كثيرا، وجاء به إلى الرياض وتراجع بسببه عن مقاطعة ولى العهد السعودى وإعلانه السابق بعدم التعامل معه! 

الناتو العربي

 

إنما الأهم من ذلك كله أن الإمارات المتحدة استبقت القمة العربية الأمريكية التى تستضيفها الرياض اليوم وأعلنت بوضوح رفضها الصريح لفكرة إقامة حلف المواجهة مع إيران أطلق عليه اسم الناتو العربى، رغم أنه طبقا لأصحاب الفكرة في إسرائيل وأمريكا يضم إسرائيل التى تخشى إيران بشدة وتقاوم بقوة امتلاكها سلاحا نوويا.. 

 

وهذا يلقى بالتالى بظلال من الشكوك حول تنفيذ هذه الفكرة التى بادر ملك الأردن عبدالله بإعلان تأييده لها وموافقته عليها.. فكيف يتم إنشاء هذا الحلف وهناك دول عربية ترفضه وأخرى لا تتحمس له.. ويمكننا حتى قبل أن تبدأ القمة العربية الامريكية ونعرف ما دار فيها أن نشير إلى أن من بين دول الخليج لا يلقى الناتو العربى قبولا من كل من عمان والكويت، وقد أضيف إليها أمس الإمارات العربية.. 

 

أما خارج دول مجلس التعاون الخليجى فإن الناتو العربى لا يلقى قبولا عراقيا أيضا بسبب ظروفه الخاصة وطبيعة علاقاته الراهنة مع إيران.. أما مصر فإن لها موقف ثابت من الأحلاف، حيث ترفضها وسبق لها أن طرحت فكرة إقامة قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومى العربى، لكن السعودية لم تتحمس لتنفيذ الفكرة وقتها.

 


وهكذا يمكننا القول بعد أن جاهرت الإمارات برفضها ل الناتو العربى الذى يواجه إيران أن هذا الحلف بات مشكوكا اقامته، حتى بعد أن سمحت السعودية باستخدام الطيران الاسرائيلى لاجوائها الجوية.. وحتى لو أسفرت القمة العربية الأمريكية المزمع عقدها اليوم عن بحث ودراسة تنفيذ هذه الفكرة فإن الناتو العربى فكرة مشكوك في تنفيذها على أرض الواقع العربى الآن!  

الجريدة الرسمية