واضطراب حركة السفر!
ليست سلاسل إمدادات السلع العالمية وحدها التى تعرضت للاضطراب والانكماش، بسبب إغلاق الحدود والإجراءات الاحترازية التى صاحبت جائحة كورونا.. حركة السفر العالمية تعرضت هى الأخرى للاضطراب.. فقد أصابها في البداية انكماش كبير وصل إلى درجة التوقف بسبب غلق الحدود في بداية الأيام الأولى للجائحة، والآن وبعد إلغاء الإجراءات الاحترازية والقيود التى كانت مفروضة على حركة السفر العالمية أصيبت هذه الحركة باضطراب كبير.
حيث زادت أعداد المسافرين عبر العالم بدرجة كبيرة في وقت انكمشت فيه حركة الطيران العالمية ولم تعد قادرة على إستيعاب هذه الزيادة في أعداد المسافرين.. وتقدر بعض الإحصاءات العالمية أن كثيرا من مطارات العالم ألغت ما يفوق نسبة الخمس لرحلات الطيران لعدم وجود عدد كاف من الطائرات الجاهزة والمعدة للسفر، وأيضا عدد كاف من الطيارين وأطقم الضيافة.. فإن أغلب شركات الطيران العالمية سرحت بعد قرارات غلق الحدود الكثير من العاملين لديها.. وهكذا عانت حركة السفر العالمية مرتين.. مرة بالتوقف التام في بداية الجائحة والثانية الآن بعد أن قررت الدول والحكومات التخلص التام من الإجراءات الاحترازية وإلغاء كل القيود على السفر.
والأغلب أن هذا الاضطراب في حركة السفر العالمية لن تبرأ منه سريعا وسوف يحتاج لوقت ليس بالقصير حتى تنتظم مجددا.. أى أن المسافرين عبر العالم لن يتحملوا فقط زيادة أسعار تذاكر الطيران وإنما سيتحملون أيضا تأخير رحلاتهم، وبالتالى اضطراب حركتهم.. ويبدو أن الاضطراب هو عنوان المرحلة التى نعيشها الآن.. وهذا الاضطراب سوف يصاحبنا لبعض الوقت، خاصة وأن حرب أوكرانيا جاءت لتعمق من أزمات الاقتصاد العالمى وتزيد من محنته.. أى إننا لم نكتف بإيذاء فيروس كورونا لنا وإنما قمنا بمساعدته أيضا في إيذاء أنفسنا أكثر.