رئيس التحرير
عصام كامل

تنمية الوطن أوجب الواجبات!

ليس أفيد للمجتمع في ظل ما نعيشه الآن من تداعيات الأوبئة والحروب من تعميق روح التكافل ومد يد العون للمحتاجين خصوصًا في ظل النقص الشديد في كثير من الاحتياجات على مستوى العالم وليس في مصر وحدها؛ فهذا مريض يحتاج لدواء، وذاك جائع يحتاج لطعام، وذاك متعطل يحتاج فرصة عمل وهي أمور توجب على القادرين أن يبادروا بفعل الخيرات بدلًا من تكرار الحج والعمرة أو الإسراف في إقامة الحفلات للتفاخر والمباهاة.. فقضاء حوائج الناس أفضل للمجتمع وهو مقدم على حج النافلة إعمالًا لفقه الواقع.


لاشك أننا نخوض معارك شتى ولن نكسب معركة التقدم إلا بالعمل الجاد والتعاون بين جميع الأفراد وإشاعة روح التكافل والتراحم فإذا تأكد من يكررون الحج والعمرة أن محيطهم الاجتماعي ليس فيه جائع ولا مريض فقير فيلحجوا ما يشاءون ولا تثريب عليهم أما إذا كان العكس فتنمية الوطن أوجب الواجبات.

الدعاء للحكومة


وإذا كان الحج تجردًا ورجوعًا إلى الله وتطهيرًا للنفس فالحجاج أولى الناس بالرجوع للحج والتخلى عن المظاهر والبعد عن التدين الظاهري فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.. ولا يقبل الله من العمل إلا ما كان طيبًا خالصًا لوجهه الكريم.. ولعل ما يواجهه اقتصادنا يحتم على الجميع وفي مقدمتهم حكومتنا ترشيد الاستهلاك ومضاعفة الإنتاجية والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.


وفي هذه الأيام المباركة يطيب الدعاء.. اللهم اجمع شعب مصر على قلب رجل واحد.. اللهم ارزقنا العمل والإنتاج والكف عن إثارة الجدل وتصديق الشائعات ونبذ الخلافات والانقسامات والمشاحنات والمزايدات والأنانية وإيثار المصالح الضيقة على صالح البلاد.


اللهم ارزق حكومتنا حسن التفكير والتدبير وتفهم حقيقة الأزمات والقدرة على علاجها ومواجهة الارتفاع الجنوني للأسعار وجشع التجار وغياب الرقابة والنزول للمواطنين ومعايشة همومهم على الطبيعة في الأسواق وشتى مواقع الإنتاج.. اللهم ارزق موظفيها حسن معاملة الجمهور والبعد عن الروتين.

 


اللهم اجعل فرحتنا بالعيد من القلب نتراحم فيما بيننا.. نمسح دموع اليتامى والثكالى وذوي الشهداء الأبرار من رجال الجيش والشرطة.. اللهم احفظ مصر من الفتن ومن شرور الشائعات وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.. واجعلها واحة أمن واستقرار وقبلة للاستثمار من الشرق والغرب.. اللهم آمين.

الجريدة الرسمية