كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟!
أليس خير الناس أنفعهم للناس.. وكيف يتصور الأغنياء وأصحاب النفوذ أن تكرارهم للحج والعمرة يطهرهم من الخطايا التي يصرون للأسف على ارتكابها اتكالًا على أن مثل هذا التكرار سوف يعفيهم من الحساب أو ينجيهم من العقاب ويقربهم إلى الله أكثر ويمنحهم الثواب الأعظم. وهل ينسى هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"؟!
للتنمية روافع ومقومات وركائز تنهض عليها المجتمعات الحديثة العفية وتلك مهمة أكبر من أن تقوم بها الحكومات وحدها إنما ينهض بها شركاء التنمية من مجتمع مدني ورجال أعمال عليهم مسئولية اجتماعية كبرى ولرؤوس أموالهم وظائف اجتماعية بها تستقر المجتمعات وتتقدم وتتغلب على مشكلاتها شريطة أن يوفر لهم المجتمع مناخًا جيدًا محفزًا للاستثمار..
فهل يعتقد من يكررون الحج والعمرة أنهم بذلك العمل سوف يحصلون على صك غفران يمحو ذنوبهم مهما بلغت ويرتقي بهم إلى الجنة.. ومن يضمن قبول حجهم وعمرتهم إذا تكررت.. ثم وهذا هو الأهم: إذا جاز لمن يملك مالًا حلالًا تكرار الحج والعمرة فهل يجوز ذلك لمن يكرر الحج بمال غيره أو بمال مشكوك في مصدره.. فإذا كان هذا المال حكوميًا ألا يعد ذلك إهدارًا للمال العام.. وماذا يقول من يفعل ذلك بينما هو لا يصلي أصلًا بل ويمتنع أصلًا عن أداء الزكاة المفروضة والصيام الواجب.. فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟!