الحج.. وكورونا!
لاشك أن الحج شأنه شأن كل الأنشطة البشرية قد تضرر من جائحة كورونا؛ فتراجعت بسببها أعداد الحجيج بصورة هائلة؛ حتى أن السعودية اكتفت بنحو ألف حاج فقط من داخل المملكة وخارجها ليؤدوا الفريضة في عام 2020 جرت زيادتهم في العام التالي إلى 60 ألفًا شريطة أن يتلقوا اللقاح.. وهذا العام تم السماح لمليون مسلم لأداء الفريضة بعد أن كان العدد مليونين ونصف المليون حاج في 2019..وندعو الله تعالى أن يرفع عنا الوباء والبلاء وسييء الأسقام ليعود زوار بيت الله الحرام بأعدادهم الطبيعية المعتادة قبل الجائحة.
ومن فضائل الله على الناس أن جعل الحج مؤتمرًا جامعًا وحافزًا للوحدة ورمزًا لوحدة الشعائر والكلمة والموقف والمصير للشعوب والدول المسلمة، وهو وسيلة لتبادل المنافع بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات، وهي نعمة كبرى تستحق الشكر للمنعم جل وعلا خصوصًا بعد أن ذاقت البشرية ويلات كورونا ومن بعدها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية اللتين تركتا آثارًا سلبية لاقتصادات الدول وحركة الحياة بوجه عام.
وأقول ما قاله العلماء من يعتقد واهمًا أن السفر للحج والعمرة في كل عام يكفر ذنوبًا دأب على إرتكابها طيلة العام والإرتكان إلى ذلك فهو واهم يخدع نفسه ويجهل حقيقة دينه ومقاصده وهو ما ينبغي للشيوخ والوعاظ أن يتنبهوا لخطورته وأن يبينوا للناس صحته في خطبهم على المنابر وفي احاديثهم المباشرة للجماهير بالبرامج التلفزيونية والميدانية ليعيدوا تصحيح الصور المشوشة في أذهان الناس وسلوكياتهم ومفاهيمهم الدينية المغلوطة.. وحتى يرشدوا إنفاقهم ويزيدوا من إدخارهم وإنتاجهم.