الرياضة المصرية تتراجع!
أتقدم بالتهنئة إلى كل المصريين والانسانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على مصر والإنسانية بكل الخير. سعدنا وهللنا مع كل انتصار لابطالنا في دورة البحر المتوسط، بل وأحيانا انهمرت الدموع فرحا مع عزف السلام الوطني المصري في الشقيقة الجزائر، وطبيعي بعض وسائل الإعلام احتفت بالأبطال ليس لأنهم يستحقون الاهتمام ولكن لمجرد إثبات حالة بأن الإعلام يحتفي بالأبطال.
ثم ماذا بعد الهيصة وهوجة التصريحات؟ هل هناك من قال تعالوا نقيم نتائجنا في البطولة؟ هل معايير التقييم أمر صعب أو غير مهم؟ بالطبع لن يحدث تقييم بشكل علمى ويتم إعلان نتائجه، أذكر هنا بعد أولمبياد سول، تقدم وزير الشباب والرياضة الروسي باستقالته، لماذا؟ لآن أبطال روسيا لم يحققوا الميداليات التي تم توقعها من اللجنة الأوليمبية قبل الأولمبياد، يا ترى الاخفاق كان كم ميدالية؟ الإخفاق كان في ميدالية واحدة فقط، تخيلوا أن عدد الميداليات نقص ميدالية فقط، ولكن الوزير رأى أنه قصر وأنه لابد أن يستقيل!
مؤكد لن نطلب هذا من وزير الشباب أو أي إتحاد لآن الأمور في بلدنا تختلف بالطبع، ولكن دعونا نسأل ما هى معايير التقييم التي يمكن لنا تقييم أداء ابطالنا؟ الألعاب الجماعية المعيار الأساسي هو تحقيق ميدالية من عدمه، المعايير الثانى هو ترتيب الفريق هل أفضل من البطولات السابقة أم لا؟ هل الفريق أدى أداء مشرف ولم يقصر أحد من أفراده، وهذه لا تحتاج لجان ودراسات ووقت، الأهم والأخطر هو تقييم الألعاب الرقمية..
تقييم أداء الأبطال
فهناك عدد من المعايير، أولها هل حقق البطل رقمه المسجل بإسمه سواء محليا أو دوليا، ثانيا تحقيق الميدالية، وهنا ممكن السباح يحقق رقما شخصيا ولا يحقق ميدالية وهذا يعد نجاحا بلا شك، أما تحقيق الميدالية أحيانا تتدخل حالة المنافسين والمفاجأت أحيانا، أما الألعاب النزالية فهو تصنيف للأبطال، وأحيانا القرعة تلعب دورا مؤثرا ولكن من مستواهم يؤهلهم للذهب لا يخشون مفاجأت القرعة، هذه بعض المعايير التي يمكن أن يتم تقييم أبطالنا من خلالها، وللأسف كثيرا ما حقق ابطال ميداليات لم يتوقعها اتحاد اللعبة أو اللجنة الاوليمبية، وهذا حدث كثيرا.
لو نظرنا الى الدورات السابقة ماذا حققنا فى البطولات الخمس الأخيرة على سبيل المثال؟ لن اتحدث عن الميداليات الفضية أو البرونزية ولكن سأكتفي فقط بالذهب، في تونس عام 2001 حققت مصر سبعة ميداليات ذهبية، في أسبانيا 2005 حققت مصر خمسة عشر ميدالية ذهبية، في ايطاليا 2009 حققنا احدى عشر ميدالية ذهبية، في اليونان 2013 حققنا واحد وعشرون ميدالية ذهبية، وفي إسبانيا في 2018 حققنا ثمانية عشر ميدالية ذهبية، في الوقت الذي حققنا ثلاثة عشر ميدالية ذهبية فى الجزائر 2022..
السؤال: هل الرياضة المصرية بخير؟ من خلال عدد الميداليات الذهب فمؤكد أن الرياضة المصرية ليست بخير حيث تراجع عدد الميداليات عن الدورة السابقة بخمسة ميداليات وهذا رقم ليس قليلا، بل لتحقيقه يتم صرف الملايين، فى حين أن عدد الميداليات تراجع بثمانية ميداليات ذهبية عن البطولة التى أقيمت من ثمان سنوات، هذه الأرقام مزعجة وتؤكد أن الرياضة المصرية تتراجع، هذا التقييم مبدئى، لان المفروض يتم مراجعة الأرقام والتصنيف ومن حقق ومن لم يحقق المفترض تحقيقه.
يحدث هذا التراجع فى الوقت الذى يحاول الرئيس السيسي أن يلبي كل احتياجات الرياضة لتحقيق أفضل النتائج، والسؤال: كيف تتقدم الرياضة والفساد يضرب كل عناصرها بما فيهم الإعلام! لله الأمر من قبل ومن بعد.