رئيس التحرير
عصام كامل

اقتلاع الإخوان إنجاز 30 يونيه!

هذه الأيام تتصارع القضايا التى يمكن الكتابة فيها، أولى هذه القضايا ذكرى ثورة الشعب المصرى فى 30 من يونيه ضد الإخوان الخونة، هذه الثورة التى غيرت وجه الحياة في مصر وكانت البداية الحقيقية لسقوط القناع، أو كل الأقنعة من على وجه تجار الدين، التجار الذين لا يؤمنون بالوطن ولا حدوده وإنما الولاء والسمع والطاعة إلى كل ما يحقق لهم الوصول إلى الحكم، وليتهم افلحوا عندما وصلوا إلى سدة الحكم، ولكنهم لا يعرفون شيئا عن تاريخ مصر وشعب مصر العظيم، بل لا يهمهم الشعب المصرى، ويهمهم فقط العشيرة الإخوانية..

 

أدرك الشعب سريعا أن وصول الإخوان لسدة الحكم خطأ وجريمة في حق مصر لابد من تصحيحها، فكانت الثورة الشعبية التى اقتلعت الإخوان من الحكم، ولم يكن أمام الجيش المصرى خيارا عندما اختار الوقوف إلى جانب الشعب، ولا يمكن أن نتجاهل موقف الداخلية أيضا، فلأول مرة بعد انتفاضة 25 يناير يتوحد الشعب والجيش والشرطة، واليوم وبعد مرور تسع سنوات على هذه الثورة المجيدة، أرى أن أكبر إنجاز حققته هو اقتلاع الإخوان ومحاربة الإرهاب، ولايزال أمامها الكثير لتحقيقه..

 

اقتلاع الإخوان

 

بل إن الشعب الذى خرج في 30 يونيه 2013، وخرج بعد نداء وزير الدفاع المشير السيسى لتفويضه لمواجهة الإرهاب، هذا الشعب لايزال ينتظر من النظام الكثير والكثير، ينتظر إعادة النظر فى ترتيب الأولويات لدى الحكومة، لآن الواقع يؤكد أن الشعب وخاصة الطبقات الدنيا وهى الأغلبية العظمى من الشعب هى التى تتحمل ثمن كل محاولات الإصلاح في المجالات المختلفة، الكثير من الشعب يرى أن ما يعانيه بعيدا عن أجندة الحكومة، وهذا الشعور لابد من مواجهته، لابد من مشروعات تمس المواطن البسيط، خاصة أن بعض المسئولين يفتقدون الوعى السياسى لمخاطبة المواطن البسيط.. 

 

وعلى سبيل المثال تصريحات وزير المالية الذى يقول ليس امامنا سوى الاقتراض فقط، نقترض حتى نسدد فوائد الاقتراض ونقترض من أجل الأكل والشرب! ثم هناك ملاحظات بسيطة من البسطاء، لماذا العداء من الحكومة تجاه الأشجار؟ للاسف ليس فى القاهرة فقط بل هناك مذابح للاشجار فى العديد من المحافظات، وكأن هناك من يريد تغيير هوية المدن بحجة التطوير  ففى أوروبا لو تعارض التطوير مع قطع شجرة واحدة، يتم مراجعة التطوير ولا يتم قطع الشجرة، ونفس الشىء يتم هدم العوامات على النيل والتى منها الذى يعد ملمحا تاريخيا للنيل والقاهرة، والهدم بلا معايير مقنعة يجعلنا نتذكر جملة السداح مداح التى اطلقت في السبعينات..

 

لا أريد مناقشة الكثير من القضايا التى على الحكومة مراجعة اجندتها تجاه المواطن، ولكن هناك ملاحظتين، الأولى كان من أسباب انتفاضة 25 من يناير هو فساد الحزب الوطنى، بل كان أهم الأسباب، وكان حلم المواطن أن يتم القضاء على هذا الحزب واقتلاع جذور الافساد في المجتمع، ولكن للأسف جميع قيادات الحزب الوطنى الفاسدة لم يختفوا لايزالون يعملون وربما تضخمت ثرواتهم ونفوذهم.

 

الأمر الأخير هو قضية الحوار الوطنى، بالرغم من نبل الفكرة التى طرحها رئيس الجمهورية، إلا أن كل التوابع لا تبعث على التفاؤل من هذه الفكرة، خاصة كان هناك تجارب سابقة وفشلت جميعها، فكرة الحوار جاءت في تزامن ظهور حمدين الصباحى في دعوة الإفطار في رمضان وكان من بين المدعوين المخرج خالد يوسف وما ادراك من هو خالد يوسف، هذه الظهور للسيد حمدين صباحي جعله يقول الخميس الماضى: على الإخوان أن يعترفوا بالنظام الحالى! 

 

 

وفي رأيي أن هذا التصريح كارثة، فاعتراف الإخوان بالنظام يعنى أن الدولة تتصالح مع الخونة، وهنا نقول لا يا سيد حمدين، لقد لفظنا الإخوان، وستظل 30 يونيه ثورة فارقة في تاريخ مصر ويكفيها القضاء على تجار الدين الذين كانوا يمارسون العنصرية والفاشية على شعب مصر العظيمة، تحية لشعب مصر العظيم الذى خرج على الإخوان وأسقطهم ولايزال ينتظر ثمار هذه الثورة.

الجريدة الرسمية