رئيس التحرير
عصام كامل

الراعي الصالح (2)

توقفنا في المقال السابق عند سؤال متى يسمع الرب صوتنا؟ ونقول: يسمع صوتنا عندما نريد أن نحيا معه ونكون أبناء مطعيعين له فيسمع لصوتنا.. لما تحب تشوف نفسك على كتفي المسيح (مثل الخروف الحمل الوديع). فيسمع لصوتك. عندما تصرخ له وتقول: أنا الآن أعلن عجزى الكامل أن أقف أمامك يارب أنا جبت آخري فى كل أمور حياتى، حل أنت يارب.. وأمورى بين إيديك ولتكن مشيئتك، فيسمع لصوتك.
 

عندما تكون محتاجا للخلاص والغفران والرغبة في التوبة والتحرر من عبودية الشيطان، وتناديه من عمق قلبك، فيسمع لصوتك. عندما تتحرر من صوت العالم الذي كله شوك يسمع الرب صوتك.


حياتك بدون المسيح لا قيمة لها وكلها ألم وضيقة ومرارة، الله يسمع لصوت أصواتنا، اصرخ من قلبك وقل اجعلنى يا رب واحدًا من قطيعك، ولتكن مشيئتك، فيسمع لصوتك، كن خروفًا أيها الحبيب ليكن الرب راعيًا لك، وهنا اختصر القديس بولس الرسول عبارته في هذا الإطار قائلًا: “لا أحيا أنا بل المسيح يحيا” و"إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ".

 
المسيح الراعى الصالح والراعى الأكبر هو ذا يناديك كل يوم، ويقول لك (اتبعني)، ونلاحظ في تبعية التلاميذ والرسل للمسيح، قالوا: "قد تركنا كل شيء وتبعناك" من بينهم  بطرس الرسول الذى قال تركت يا رب كل شيء وتبعتك، وكذلك لاوى العشار (متى الرسول). وكذلك زكا العشار وغيرهم من القديسين مثل القديس العظيم الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة المسيحية في العالم أجمع.. عندما سمع صوت الرب (اتبعنى).

المال أصل الشرور


عايز تتبع المسيح أترك الخطية أولًا، ثم أترك كل شيء يعطلك عن محبتك المسيح، أترك كل شيء يغضب ربنا، مش تعيش حياة الظلم والطمع والجشع ومحبة المال، وتعطي لنفسك الحقيقة المطلقة، أنك على حق، وبينك وبين الله عمار!

 ماينفعش تعطى ظهرك لله وتقول أنا في حياة الرضا والشكر والحال عال العال والدنيا كويسة معى! لا.. 

يقول الكتاب تغيروا عن شكلكم وأذهانكم وتحرروا من محبة المال لأنها أصل كل الشرور، وأنها من أسباب ضلال الإنسان عن الإيمان، فهى طعنة شديدة فى نفس الإنسان بأوجاع كثيرٌة، اترك كل محبة غريبة من قلبك وفكرك وعقلك، لأن الرب عالم بكل ما في قلبك وعقلك وفكرك.. 

 

كل ما تحب أن تنتقم من شخص بعينه بسبب أى ظلم قد وقع عليك منه، يأتى لك الرب ويقولك “اعطنى قلبك، وسيبك من فكرك الشرير أنا موجود أجازى كل واحد حسب أعماله”، يقول الرب "لى النقمة أجازى أنا الرب" أعطي مكاناُ ولا تخطئ، أى من حقك الغضب دون فعل الخطأ، سيب الله يدافع عنك في صمت وهدوء، ويقولك حقك عندى أنا، يأتى لك الرب بالبركة والحق والعدل والحكمة في الوقت المناسب، صوت الله مميز جدًا، لأنه عملى وليس نظريا، لأنه أمين وصالح في رعيته للرعية.

 


لا تجعل الشيطان يحاربك أيها الحبيب، ويغربلك كحبة الحنطة (غلة القمح). أى لا تسقط بين يده وتضعف مثل بعض التلاميذ.. "تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم". لازم نتبع الرب القدوس الإله الواحد ونسمع لصوته المبارك، قد جاء السيد المسيح له المجد من أجلك لكى تتمتع معه بالحياة الأبدية، لأنك غال وعزيز على قلبه، لذلك قال عن نفسه: "أنا هو الراعى الصالح" (يوحنا 11:10).       

الجريدة الرسمية