الراعي الصالح
"أنا هو الراعى الصالح، والراعى يبذل نفسه من أجل الخراف، وأعرف خاصتى، وخاصتى تعرفنى، وإلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله، خرافى تسمع صوتى، وأنا أعرفها"
صفات الراعى الصالح كثيرة منها أن يبذل نفسه ويفدى خرافه، أى أنه يخاطر بحياته ويحمى غنمه عندما تقتضى الضرورة، هكذا فعل داود النبى عندما صارع الدب والأسد، وهكذا فعل بولس الرسول الذى لم يحسب نفسه ثمينة عنده..
الراعى يبذل ذاته من أجلها، كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، وهذا دليل واضح على التضحية ليعطيها حياة أبدية وفرح وسلام على الأرض.. وهذا دليل على رغبة السيد المسيح له المجد الفريدة جدًا من نوعها، لانه قدم ذاته، ودفع الثمن غالى جدًا بدمه الذكى على عود الصليب من أجلنا.. هكذا أحب الله العالم وبذل نفسه من خرافه.
صفات الراعي الصالح
الراعى الصالح يقود خرافه للمرعى ويجتهد فى البحث عن احتياجات قطيعه من الجوع والعطش والبرد لئلا يفقد أحد خرافه، وهذا دليل على عناية المسيح بالرعية والسهر الدائم لاجلهم، "الرب راعى فلا يعوزنى شئ" وعندما أتأكد أنى معه أصرخ مع داود النبى "إن سرت في وادى ظل الموت لا أخاف شرًا لإنك معي".
الراعى الصالح يدعو خرافه بأسمائها، فتعرف صوته ولا تعرف صوت الغريب، وهذا دليل على وجود الراعى معهم (ووجود علاقة بينهم). يقول إشعياء النبي "دعوتك باسمك" (إش 1:43). والراعى الصالح دائمًا قلبه متسع في حبه لكل أحد من قطيعه، ومن خلال حبه يبحث عنا ويجمعنا فى حظيرته ويسترد الضال بفرح وسرور، لآن "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بارًا لا يحتاج إلى توبة"
*هكذا نجد صفات الرعية نحو الراعى الصالح:
1- الخراف تسمع صوته من خلال الكتاب المقدس ووسائط النعمة.
2- الخراف تتبعه حينما تعرف صوته.
3- الخراف لاتتبع صوت الغريب، بل تهرب منه.
4- الخراف تكون فى طاعة كاملة للراعى الصالح دون تذمر، لانه ينقذهم من الهلاك الأبدى.
طريق الرعاية طويل
ولكن لما يكون الراعى راعى صالح مثل سيده لا تشعر الرعية أو القطيع بطول الطريق أو بضيقة الخدمة "أنا هو الراعى الصالح" صلاح الله مطلق.. أنا هو = أسم الله القدوس، والسيد المسيح كان أبو الرعاة.. كثيرون من الآباء كانوا رعاة وأغلبهم كانوا يتذمرون في رعيتهم ولا يتحملون المسئولية على أكمل وجة.. ومنهم لا يجد الحكمة، ومنهم لايجد الخبرة، لأنهم كانوا بسطاء، ولكن ولا واحد فيهم قدم نفسه للموت عن قطيعه، أو عن رعيته، ولكن المسيح الراعى الحقيقى قدم ذاته وبذلها من أجلنا نحن البشر لكى يعطينا الحياة الحقيقية فى أورشليم السمائية.
الله القدوس المتجسد فى صورة إنسان قدم ذاته وبذل نفسه من أجل خرافه، وهنا السيد المسيح يعلن لاهوتى "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به" (يو 16:3). لأنه يريد من الجميع أن يخلصوا وإلى معرفة الحق يقبلون، ولا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويتوب عن خطيته، الله ليس مجبر على ذلك، بل من محبته لنا "خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها"، والمقصود بالخراف؟ نحن البشر، يقصد كل واحد فينا عايش على الأرض.. الخراف هم شعب الله، والرب يدعو خرافه للإيمان ويخرجها للانطلاق إلى ملكوته لكى يتمتعوا معه بالحياة الأبدية.. والسؤال: متى يسمع الرب صوتنا؟
نكمل في المقال القادم