لا يا شيخ!
لا أحتاج أنا وغيرى للقيام بأى مجهود يذكر للرد علي أحد مشايخ الإعلام الذى حذر البنات والنساء في البلاد من الخروج إلى الشارع غير كاسيات وإلا تعرضن للقتل والنحر كما تعرضت طالبة المنصورة إبنة المحلة!.. فإن زميلها الجامعي المتهم بالقتل أقر في التحقيقات الأولى معه أنه قتلها لأنه أحبها وأراد أن يقترن بها وهى رفضته ولم يتصور أن تكون لغيره.. أى أن ملابس الفتاة القتيلة هنا لا محل لها من الإعراب، أى لم تكن سببا لفقدها حياتها!
فضلا عن أن تحذير الشيخ للبنات والنساء هو إتهام ضمنى للرجال في بلدى وهو واحد منهم بأنهم ذئاب بشرية وحيوانات جنسية شرهة مستعدة للإعتداء على أى بنت وسيدة.. وهذا اتهام شنيع وفظيع ومشين وقبيح لا يكفى الاعتذار عنه!
المجددون في الدين
لكنني مع ذلك مهتم جدا بما قاله ذلك الشيخ الذى ينتمى إلى مجموعة مشايخ الإعلام التى إحترفت الإفتاء عبر الشاشات والميكروفونات، وفي سبيل الحفاظ على عملهم هذا، المربح جدا، والذى يوفر لهم حياة أكبر من كريمة إرتدوا ثياب المجددين في الدين، ورفعوا اعلاما تنويرية وقدموا أنفسهم لنا باعتبارهم من يقومون بتصحيح الخطاب الديني، خاصة وأن هناك إرادة سياسية لتحقيق ذلك حماية للمجتمع من التطرّف الدينى الذى يخلق لنا وحوشا آدمية تنطلق تقتل وتدمر وتخرب وتفجر.. إلا إنهم عندما يتعرض المجتمع لمشكلة أو يحدث فيه حادث جلل ينكشف أمرهم وتظهر وجوههم الحقيقية المتطرفة مثلهم كغيرهم من المتطرفين الذين ينظرون للجماعات الارهابية، ويزينون لشبابها الأعمال الانتحاريةَ..
ألم ينبري أحد مشايخ الإعلام هؤلاء في إحدى المحطات التليفزيونية بالدفاع عن ابن تيمية الذي تعد فتاويه هي الأساس الفكري والنظري لتكفير المجتمعات والبلاد والدول وليست الحكومات فقط.. واستند إليها سيد قطب في تكفير المجتمع المصرى كله وتبرير إغراق البلاد بعد تفجير القناطر الخيرية؟!
بل لعل مشايخ الإعلام هؤلاء الذين يتخفون في ثياب المجددين أخطر من مشايخ الجماعات الارهابية لأنهم يخدعون ويغشون الناس ويدسون لهم السم في العسل، وهم أحد أسباب عدم تجديد وتطوير الخطاب الديني حتى الآن.. وهذا ما يثير انزعاجى وانزعاج كل من يهمه أمر هذا الوطن ومستقبله وسلام وأمن هذا المجتمع.