رئيس التحرير
عصام كامل

المجتمع ورضاه

شدد الرئيس السيسي مجددا على أهميةَ وضرورة الاستقرار السياسى لكنه أضاف مؤخرا أن السبيل لتحقيق هذا الاستقرار السياسي هو تحقيق الرضاء المجتمعي.. ولعل هذا يعد توجيها جديدا للحكومة وكل مؤسسات الدولة بأن تحرص وهى تتعامل مع المواطنين على الحفاظ على رضاهم. 


وإذا كان تحقيق الرضاء المجتمعي في الظروف العادية أمر ليس سهل المنال فما بالنا الآن فى مثل ظروف الأزمة الاقتصادية التى نعيشها حاليا والتى أدت إلى تعرضنا لموجة تضخم مستمرة وإلتهاب في أسعار السلع الأساسية والضرورية.. وهكذا صار الأمر يحتاج من  مؤسسات الدولة أن تضاعف  جهودها لبلوغ قدر مناسب من الرضاء المجتمعي، وأن تراعى تأثير قراراتها وسياساتها وتصرفاتها على المواطنين وأن تقدر إنهم يمرون بظروف اقتصادية  صعبة، وأن قدرتهم على التحمل لم تعد كما كانت من قبل.  


وفي الظروف العادية يتحقق الرضاء المجتمعي عندما تلقى السياسات والقرارات والتصرفات الرسمية قبولا وتفهما من المواطنين.. وهذا يفرض على المؤسسات الرسمية أن تحسن اختيار قراراتها وسياساتها وأن تراعى أن تخدم مصالح الأغلب الأعم من المواطنين، وأن تحرص على التواصل المستمر والدائم مع الناس لشرح قراراتها وسياساتها وإقناعهم بضرورتها..

 

 

ولابد أن ينصت المسئولون عن هذه المؤسسات لكل همسة شكوى من تداعيات هذه القرارات والسياسات، وأن يتسلحوا بالمرونة السياسية التى تساعدهم على إجراء أية تعديلات مطلوبة على قرارتهـم وسياساتهم ومراجعة تصرفاتهم ومواقفهم، وألا يتصرفوا وكأن كلامهم مقدس من وحى السماء لا يمكن الرجوع عنه وأن قراراتهم  محصنة ضد التعديل أو حتى التغيير والتبديل.
وكل ذلك تتضاعف أهميته في الظروف الاستثنائية التى نعيشها بسبب ظروف الأزمة الاقتصادية، خاصة وأن هناك من يهولون منها ويخيفون المواطنين من تداعياتها.      

الجريدة الرسمية