الحوار اختبار للإعلام
لا حوار وطني بلا إعلام.. إن دور الإعلام مهم جدا في الحوار.. فهو الذى لن ينقل وقائعه فقط لعموم الناس، وإنما سيكون ساحة من ساحات الحوار، مثل الساحة البرلمانية والساحة الأكاديمية والساحة السياسية والحزبية وساحة المجتمع المدنى.. لذلك فإن الحوار الوطنى هو بمثابة اختبار جديد للإعلام عليه أن يجتازه بنجاح حماية لنفسه ومستقبله أولا ولكي يسهم في إنجاح الحوار الوطني ذاته..
هنا تبرز أهميةَ اعتصام الإعلام بأسس وقواعد وضوابط المهنية أساسا.. فهو يجب أن يتسلح بأكبر قدر من الموضوعية في نقل وقائع الحوار الوطنى التى تجرى في ساحاته المختلفة.. لا يهمل رأيا أو يتجاهل فكرة أو يستبعد رؤية.. وأن يدرك أن من واجبه نقل كل الرؤى والآراء والأفكار المطروحة على طاولة الحوار.. وألا يكتفى فقط بالاحتفاء المعتاد للآراء والأفكار الرسمية فقط أو التى تطرحها السلطة التنفيذية، وإنما يمنح جميع الفرقاء المشاركين في الحوار الوطني ذات الاهتمام ونفس القدر من المتابعة..
وعلى الإعلام أيضا أن يكون أحد ساحات الحوار بأن يفتح صحفه وقنواته ومواقعه الإلكترونية لمن يعرضون أفكارا وآراء ورؤى متنوعة ومختلفة.. وبذلك يفتح نافذة إضافية من نوافذ الحوار المجتمعى، وهذا أساسا دور أصيل للإعلام في المجتمع حتى ولو لم تكن هناك دعوة لحوار وطني فيه.
بل إننى أرى أيضا أن الإعلام يمكن أن يقوم بدور أكبر في الحوار الوطني، وهو دور من يصوغ نتائجه أيضا، وبذلك يساعد منسق عام الحوار وأمانة الحوار في هذه المهمة، ولن يقدر على القيام بها إلا إذا وثق عموم المصريين فيه خلال مجريات الحوار بعد التأكد من مهنيته في نقل وقائع الحوار لهم، وأيضًا بعد تقديم إسهام واضح في هذا الحوار من خلال اعتبار نفسه ساحة لهذا الحوار بجانب الساحات الأخرى المتنوعة.