لا تصالح.. سر رفض السلفية المدخلية التوافق مع الإسلام السياسي
على مدار اليوم، تنطلق الحسابات الإلكترونية المحسوبة على أنصار السلفية المدخلية تهاجم الإسلام السياسي بكل مستوياته وألوانه والإخوان في القلب منه، وتعتبره أساس الفتن في المجتمعات العربية والإسلامية.
ولا تطيق السلفية المدخلية منذ تأسيسها على يد السعودي الشيخ ربيع بن هادي المدخلي تيارات الإسلام السياسي ودائمًا ما تحذر من شرورها، ويضع المداخلة عدة مبادئ لأتباعهم تمكنهم من ضرب أساس الإسلاميين، وتضعهم في صفوف أعداء الأمة الإسلامية وليس المدافعين عنها.
مبادئ المداخلة ضد الإسلاميين
أشهر مبادئ السلفية المدخلية التي ترفعها دائما في وجه الإسلام السياسي ترصدها مجموعة من الكتب على رأسها: أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.. مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله.. العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم.
وتكشف المدخلية من خلال كتبها أنه ما من حركة سياسية إسلامية إلا وقد دخل فيها أهل النفاق والزنادقة وغيرهم، لهذا يجب أن تكون الدعوة خالصة لله، لانريد منها إلا هداية عباد الله، وإذا كان هناك خلل فلنصلحه بالحكمة والعقل، لا نهدم ولا ندمر، ولا نشعلها فتنًا، ولا نهيج شباب الأمة ونملأ قلوبهم بالأحقاد والعياذ بالله، فهذه فتنة وهذه طرق الدمار والهلاك، وقد جرب التاريخ القديم والحديث أهل الفتن فما عرفوا عنهم إلا الفشل والإفساد في الأرض.
يتساءل المداخلة في كتبهم: ما الذي جناه المصريون من هيجان الإخوان المسلمين وثورتهم، وما الذي جناه العراقيون والسوريون، وما الذي جناه الجهاد الأفغاني، وما الذي جناه شعب السودان، فإذا ركضنا وراء الإخوان وأذيالهم وأذنابهم فسيكون مآل أي بلد مؤمن آمن مثل مصير البلدان التي تغلي بالفتن وتموت بالجوع والفقر والعياذ بالله.
رؤية السلفية المدخلية للحق والباطل
ما دام هناك صراعُ بين الحقِّ والباطل والهدى والضلال فلا بد من سل سيوف النقد والجرح والتعديل على أهل الباطل، وهم أخطرُ من أهلِ الرِّواية، يقول المداخلة ويستكملون: إذا قصَّرنا في هذا الدِّين وتركناه يعبث به أهلُ الأهواء وجاريناهم وسكتنا عنهم وسمينا ذلك حِكمة، فإننا نستوجِبُ سخطَ الله.
يتابع المداخلة: الذي فَرَّقَ ومَزَّقَ الأُمَّةَ هي الأهواء والضلالات التي يتحمس لنشرها أهلُ الباطل، وكثير من الناس يريدون أن يعيشوا على أفكار أهل البدع ثم لا يريدون أن يقال إنهم مُبتدِعة، ونسأل الله أن يعافينا وأن يعافي الذين يسلكون هذا المسلك في تخدير الأمة عن البدع التي هي سبب هلاكهم وذلهم.
تستكمل السلفية المدخلية: ابن تيمية وابن القيم عاشا في دولة المماليك، وهي دولة مُنحرفة في عقائدها وعباداتها لكنهم لم يَسِلِّوا عليها سيفًا بل جاهدوا معهم ضد التتار، فهناك دائما من يَندَّسُّون في أهل السنة -ويوالون أهل البدع- ويحاربون أهل السنة وهؤلاء من أخطر الناس على المسلمين.
تختتم: نحن ليس عندنا تقديس للأشخاص -والغلو فيهم- ولكن عندنا الأدب ومعرفة قدر العلماء، على حد قولهم.