صراع بين مشايخ السلفية المدخلية في الجزائر.. التدابير الاحترازية للحكومة السبب.. ومخاوف من انتقال الأزمة إلى باقي البلدان العربية
تعيش الجزائر صراعا شرسا بين أقطاب السلفية المدخلية، ولاسيما الشيخ محمد على فركوس، ولزهر سنيقرة وعبد المجيد جمعة، وهم من أكابر المنهج المدخلي الذي أسسه الشيخ السعودي ربيع المدخلي، ما ينذر بحسب العديد من المتابعين بنقل الصراع خارج الجزائر ويضرب الفكرة في مقتل، بعد أن استطاعت التمدد خلال السنوات الماضية واستغلت سقوط الإخوان والسلفية الجهادية وكل التيارات الدينية التي تبنت منهج الصدام مع السلطة.
الصراع بين أقطاب السلفية المدخلية
من الصعب حصر سنوات الصراع بين أقطاب السلفية الجزائرية، لكنها تفجرت مؤخرًا، وأظهر ما كان تحت الرماد، والخلافات الشديدة بين الأقطاب المدخلية، بسبب بيان الشيخ محمد على فركوس، الذي هاجم فيه بضراوة رموز السلفية المدخلية، واسماهم "غير المتمكنين علما وخلقا وغير المؤهلين لميدان الدعوة، الذين تفرغوا للهجوم على رموز الدعوة بالطعون وإيغار الصدور وإلصاق التهم بهم.
وتابع فركوس في بيانه: يقدمون أنفسهم خدام الدعوة، بينما هدفهم الوحيد طلب المكانة والاستحواذ على القنوات المساندة لهم في الحق والباطل، التي يثيرون بها الشبهات ويفترون الكذب في وجه الدعاة والدعوة، واستكمل: اتخذوا الرويبضة جندا لإذكاء نار العداوة والبغضاء.
وبحسب بعض الخبراء والمهتمين بمتابعة المداخلة، فإن سبب اشتعال الصراع بين فركوس وأقرانه من رموز السلفية المدخلية، الخلافات المنهجية التي ارتبطت خلال العاملين الماضيين بصلاة التباعد خلال جائحة كورونا، حيث أفتى الشيخ فركوس بضرورة عدم الانصياع لقرارات الدولة وإقامة صلاة الجمعة في المباني والمساجد، بما يعارض ما أقرته وزارة الشؤون الدينية التي علقت صلاة الجمعة لأشهر خوفا من التجمعات وتفشي فيروس كورونا.
الصدام مع الدولة
تأجيج الصراع مع الدولة، جعل من فتوى الشيخ فركوس الذي يوصف عند مريديه بـ«ريحانة الجزائر والمغرب العربي» قنبلة انشطارية وجرى تفجيرها داخل الوسط السلفي، إذ أحدثت رفضا وشرخا داخل التيار المدخلي لايزال قائما حتى اليوم، إذ رفض الكثير من مشايخ السلفية المدخلية تلويث منهجهم الذي اكتسب شعبيته واستمراريته من مبدأ عدم التدخل مطلقا في الشئون السياسية ودعم الحكم على بياض في السراء والضراء.
وكان على رأس الرافضين لتوجهات فركوس «سنيقرة وجمعة» وهما أيضا من كبار المنهج المدخلي، وامتدت عاصفة الرفض إلى شخص ومنهج فركوس المتصادم دائما مع الدولة، الأمر الذي أغضب الأخير ودفعه لاستهداف أقرانه من المداخلة.
الشيخ محمد أمين، الداعية السلفي المصري، انتقد بشدة الصراع الدائر بين مشايخ السلفية المدخلية في الجزائر، ولاسيما الشيخ على فركوس ولزهر سنيقرة وعبد المجيد جمعة، وتخوف من امتداد رقعة الصراع خارج الجزائر بين طلبة العلم السلفي ولاسيما المنهج المدخلي.
وقال أمين: مشايخ السلفية المدخلية في أنحاء العالم الآن، ولاسيما في المملكة العربية السعودية مصر يحاولون بكل الطرق حل الخلافات بين الشيخ فركوس وسنيقرة وعبد المجيد جمعة، مردفا: الثلاثة من أعلام السلفية في الجزائر، ويضر المنهج استمرار الخلاف والفتن بينهم.
واختتم حديثه قائلا: يجب تقديم النصح لجميع طلاب العلم في كل أنحاء العالم لاسيما في الجزائر بعدم التدخل في هذه الفتنة، فلن ينفع طلاب العلم ولا طالبات العلم الخوض في الفتن، التي تمرض القلوب وتسيءُ إلى النُفوس وتمد الصراع خارج الجزائر.