مرة واحد قال: الرياضة أخلاق!
"مرة واحد رايح يزور صاحبه وهو داخل العمارة سأله البواب أنت طالع لمين؟ قاله طالع أسمر لخالي"! ربما هذه النكتة في وقتها -زمن النيات الطيبة- أضحكت الدنيا كلها مثل النكتة التي أطلقها الفنان إسماعيل يس في أحد أفلامه حينما غمرت مياه الأمطار بيت الفلاحين في إحدي القري فهرول أحدهم إلي العمدة ليصرخ: "يا حضرة العمدة الحقنا.. الميا دخلت البيت! فضحك العمدة ضحكة بلهاء ثم رد بلهجته الريفية وقال: عقبال النور يا ولا"!
مثل هذه النكت اليوم لن تضحك أحدا وربما تسبب ابتسام أولئك ممن يعانون أحزانا مدفونة يخفونها عن الكثيرين ويبحثون عما يضحكهم بأي ثمن.. والعكس أيضا صحيح إذا قلنا نكتة أو تحدثنا عن مفارقة قبل أوانها سيكون الأمر شبيها بالحالة السابقة.. كأن نقول نكتة عن كوكب لا نعرفه أو اكتشافات علمية ستتم في المستقبل!
وبعيدا عن جلد الذات.. إذ ينبغي أن نجلد من أوصلنا إلي هذه الحالة ومن تسبب فيها.. وإلي حين ذلك بات الوسط الذي كان مصدرا للأصول ومخزنا للقيم تحول -ولا نعرف كيف تحول- في بعض دوائره إلي النقيض تماما حتي أصبح المصريون يتوقعون إصابة عيونهم وآذانهم بكل ما هو خارج عن الأدب واللياقة ويخالف الذوق العام ويخدش للأسف الحياء ويجرح المشاعر ويصدم الأنفس السوية..
هنا تتحول بعض العبارات وقد باتت خارج السياق العام بل وعلي النقيض منه إلي مفارقة تدعو للدهشة وللعجب ولذلك نتصور أنها ستكون نكتة إذا قال أحدهم لغيره وهو يتحدث بصدق وبثقة “دي الرياضة أخلاق يا أستاذ”! لكنها باليقين نكتة ستدعو للضحك.. ضحك كما يقولون كالبكاء!!
وحتي إشعار آخر يضع الأمور في نصابها.. وستوضع في نصابها!