الحوار الوطني وأولوياته!
لسنا في حاجة لإعادة التأكيد أن التعليم والصحة ينبغي لهما أن يكونا في صدارة أولويات الدولة- أي دولة- ومن باب أولى أن يتصدرا أجندة الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي لتتحاور قوى المجتمع وأطرافه كافة، وليسمع الناس بعضهم بعضًا، وليدلي كلٌ بدلوه في الشأن العام وما يشغل بال المواطن، ويتصل بصالح الوطن وتحدياته ومتاعبه وتطلعاته.
فإذا كانت المعارضة تطالب مثلًا بالإصلاح السياسي؛ وهو أمر مهم فإن إصلاح التعليم والصحة والاقتصاد تحديدًا أولوية ينبغي لها أن تتصدر أجندة الحوار المأمول بحسبانها تلك العناصر الثلاث مرتكزات لا غنى عنها لحياة أي مجتمع وبقاء أي دولة.
فإصلاح التعليم لا يعني فحسب إصلاح المناهج والمواد الدراسية وطرق تحصيلها والتعامل مع مقتضيات العصر ومتطلباته ومستجداته من علوم وتكنولوجيا بل هو في جوهر إصلاح للنفس وتربية للضمير والوجدان والأخلاق.. وهو أساس أي صلاح ومرتكز أي إصلاح فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت؛ ولا خير في علم يخلو صاحبه من مكارم الخلق.
فإذا ما اجتمع الضمير اليقظ مع العقل النابه والتفكير العلمي المبدع فذاك غاية المراد من التعليم.. وإلا فلا خير في تعليم ولا متعلم.. وما أحسب أن ظاهرة الغش التي نعيب تفشيها في زماننا إلا نتاجًا لغياب هذا الضمير وانعدام الأخلاق الحسنة.