في ذكرى ميلاده.. معمر القذافي.. المثير للجدل صاحب نظرية الكتاب الأخضر في الحكم
في مثل هذا اليوم من عام 1942، وُلد معمر القذافي الرئيس الليبي الأسبق المثير للجدل، والذي اندلعت ضده ثورة كبرى ضمن ثورات الربيع العربي في 2011، وانتهت الأحداث بمقتله وبعض اولاده، ولا زال الكثيرون منقسمين حول سيرته في ظل الصدامات الدامية التي تحياها ليبيا منذ مقتله حتى الآن.
من هو
مُعمَّر محمد عبد السلام القذافي، وُلد في 7 يونيو 1942 والمعروف باسم العقيد معمر القذافي، وكان سياسيًّا وثوريًّا ليبيًّا حكم البلاد لأكثر من 42 سنة، بدأها كرئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية، ثم صار يُعرف بـالأخ القائد للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى من 1977 – 2011.
صعد القذافي إلى السلطة في إنقلاب عسكري خلع من خلاله الملك إدريس ملك المملكة الليبية عام 1969 وظل رئيسًا لمجلس قيادة الثورة حتى عام 1977، عندما تنحى رسميًا من رئاسة مجلس قيادة الثورة ونصب نفسه «قائدًا للثورة».
في عام 2008 عقد اجتماعًا لزعماء أفريقيا ومُنح لقب «ملك ملوك أفريقيا» وشغل منصب رئيس الاتحاد الأفريقي في الفترة من 2 فبراير 2009 إلى 31 يناير 2010.
استبدل القذّافي الدستور الليبي لعام 1951 بقوانين استنادًا إلى عقيدة سياسية سُميّت بالنظرية العالمية الثالثة، ونشرت في الكتاب الأخضر.
بعد تأسيس الجماهيرية في عام 1977، استقال رسميًا من منصبه وبعد ذلك كان له دور رمزي إلى حد كبير في اللجنة الشعبية العامة.
أدى ارتفاع أسعار النفط واستخراجه في ليبيا إلى زيادة الإيرادات، ومن خلال تصدير النفط بالكميات وارتفاع معدل نصيب الفرد، بالإضافة إلى برامج الرعاية الاجتماعية المختلفة، وحققت ليبيا في عهده أعلى المعايير في سجلات مؤشر التنمية مقارنة بدول أفريقيا وظلت خالية من الديون.
في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، حصل القذافي على أسلحة كيميائية، مما جعل ليبيا دولة منبوذة في جميع أنحاء العالم وفرض العقوبات عليها.
بعد ستة أيام من إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 من قبل الولايات المتحدة، رحّب القذّافي بفريق عمليات التفتيش للتحقق عن برامج أسلحة الدمار الشامل في طرابلس والتأكد من خلوها في البلاد والالتزام بالقوانين الدولية.
في فبراير 2011، وفي أعقاب الثورات العربية في الدول المجاورة بمصر وتونس، بدأت الاحتجاجات ضد حكم القذافي وتصاعد هذا التوتر إلى الإنتفاضة في جميع أنحاء ليبيا.
ثورة ليبيا
لجأ القذافي لقمع المظاهرات فحملت المعارضة السلاح وشكلت حكومة مقرها في مدينة بنغازي، وسميت بـ المجلس الوطني الإنتقالي، وأدت هذه الخطوة إلى نشوب الحرب الأهلية الليبية، والتي عجلت للتدخل العسكري من قبل قوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى إقامة منطقة حظر طيران وحماية المدنيين.
تم تجميد أصول القذافي وعائلته، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية والانتربول مذكرات توقيف في لمعمر القذافي، وابنه سيف الإسلام، ورئيس المخابرات عبد الله السنوسي، بأحكام تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
خسر القذافي وقواته معركة طرابلس في أغسطس 2011، وفي سبتمبر من العام نفسه، حجز المجلس الانتقالي مقعده في الأمم المتحدة، ليحل محل القذافي.
احتفظ القذافي بالسيطرة على أجزاء من ليبيا، وعلى الأخص في مدينة سرت، وطرابلس وبني وليد وهي المدينة التي افُترض لجوؤه إليها لينتهي الرجل باعتقاله على قيد الحياة على أيدي أفراد من جيش التحرير الوطني بعد الهجوم على موكبه بالقنابل من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي يوم سقوط المدينة في 20 أكتوبر عام 2011.
قتل القذافي من جانب مقاتلي جيش التحرير الوطني انتهى بذلك فترة حكم امتدت لاثنين وأربعين عامًا وهي الأطول في تاريخ ليبيا منذ أن أصبحت ولاية عثمانية سنة 1551، كما يعتبر من أطول فترات الحكم للحكام غير الملكيين في التاريخ.