من التاريخ.. شارل ديجول يزور الجزائر لوقف نزيف الدم الفرنسي
في مثل هذا اليوم من عام 1958 قام رئيس الوزراء الفرنسي شارل ديجول بزيارة تاريخية إلى الجزائر في محاولة من جانبه لحل الأزمة المتلهبة بين البلدين بعد أن تحولت الثورة الجزائرية المطالبة بالاستقلال إلى نزيف دم على الجانبين الفرنسي والجزائري.
عن الثورة الجزائرية
ثورة التحرير الجزائرية أو حرب الجزائر اندلعت في نوفمبر 1954 بمشاركة حوالي 1200 ثائر كان بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضع قنابل تقليدية.
حاولت فرنسا بكل قوة وأد الثورة واستهدفت قادتها، واندلعت معارك كبرى زادت باريس فيها من جرعة العنف عبر القيام بقصف جوي بالطائرات لمواقع الثوار في جبال الأوراس الشهيرة، وقتلت هذه الطلعات باجي مختار أحد مفجري الثورة وكذلك بلقاسم ڤرين.
انحياز الشارع للثورة
مقتل هذه القيادات ألهب حماس الشارع والقوى المجتمعية الآخرى، وفي 29 نوفمبر 1954، صدر بيان من جمعية العلماء الجزائريين المسلمين الذي وقعه الشيخ البشير الإبراهيمي في القاهرة دعى فيه إلى الالتفاف حول الثورة.
مع مجيئ الجنيرال شارل ديجول وتعيينه قائدا عامة للقوات العسكرية في الجزائر، وضع برنامجا مكثفا ينفذه أكثر من 600 ألف جندي مختصين في حرب العصابات.
ومع ذلك تأثر جيش الاحتلال الفرنسي أمام ضربات جيش التحرير بجبال الأوراس، فطلب الجنرال قائد الناحية العسكرية العاشرة من باريس إرسال الدعم للقضاء على الثورة؛ وتوالت العمليات العسكرية.
تأثير الاحتلال على الجزائر
أحدث المشروع الاستعماري الفرنسي جروحًا عميقة في بناء المجتمع الجزائري، حيث عملت فرنسا على إيقاف النمو الحضاري والمجتمعي للجزائر مائة واثنتين وثلاثين سنة، وحاولت طمس الهوية الوطنية، وتصفية الأسس المادية والمعنوية التي يقوم عليها هذا المجتمع بضرب وحدته القبلية والأسرية.
كان التوجه الفرنسي يعتمد على معاداة العروبة والإسلام، فعمل على محو اللغة العربية، وطمس الثقافة الإسلامية، وبدأ المخطط بإغلاق المدارس والمعاهد، ثم تدرج مع بداية القرن العشرين إلى منع تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة أجنبية، وعدم السماح لأي شخص أن يمارس تعليمها إلا بعد الحصول على ترخيص خاص وفي حالات استثنائية