بيروقراطيتنا حماها الله!
كما لدينا دولة عريقة لدينا أيضا بيروقراطية عريقة أيضا! هذه البيروقراطية لم نفلح من التخلص منها على مدى تاريخنا الممتد أو حتى تهذيبها.. ولذلك ظلت دوما قائمة تعكنن علينا وتوقف المراكب السائرة كما يقول المثل الشعبى الشهير، وتعطل حصولنا على حقوقنا.. والأخطر فتحت أبوابا متعددة للفساد!
وقد كنّا من قبل نشكو من اتساع واشتداد هذه البيروقراطية كلما اتجهنا إلى أسفل السلم الوظيفى، لكنها الآن اتجهت إلى أعلى المستويات الإدارية.. وثمة أمثلة صارخة على ذلك أبرزها مثالان.. الأول هو قرار تنظيم صرف الخبز المدعوم الذى صدر في أعقاب قرار وزير التموين الخاص برقم محمول صاحب البطاقة التموينية.. فهذا القرار الجديد الخاص بصرف الخبز المدعوم الذى يقيد بضوابط عملية الحصول عليه يوميا لمستحقيه ليس له فائدة لترشيد استهلاك الخبز أو تخفيض استهلاكه بينما هو يعكنن فقط على خلق الله من مستحقى الدعم..
أما المثال الثانى فهو يخص مراحل عملية ترخيص السيارات والتى لا تستهدف سوى جمع أكبر كمية من الأموال من أصحاب السيارات، رغم أنه في مقدور إدارات المرور التيسير عليهم كما فعلت في تجديد التراخيص دليفرى أو أمام أبواب المنازل مقابل بضعة مئات إضافية من الجنيهات!
والمثير أن الجهات الحكومية تفعل ذلك مع المواطنين في وقت كان يتعين عليها أن تفعل العكس، أى تسهيل الأمور على المواطنين الذين يكفيهم تحمل أعباء التضخم المرتفع والذى لا يتوقف عن الارتفاع يوميا.. والأغلب أن السبب يكمن في اختفاء الأفق السياسى في التعامل الحكومى مع المواطنين وغلبة الروح البيروقراطية.. ولذلك قد يكون مفيدا أن نضيف إلى قضايا الحوار الوطنى المقبل قضية البيروقراطية المزمنة التى تستشرى في جهازنا الإدارى حتى أصابت قمته!
