سؤال القطار الكهربائى السريع !
هناك أسئلة عديدة يثيرها الاتفاق الذى أبرمناه مؤخرا مع شركة سيمنز الألمانية لتنفيذ مشروع القطار الكهربائى السريع بخطوطه الثلاثة مثل: هل هذا هو الوقت الملائم لتنفيذ مثل هذا المشروع الذى سوف يتكلف نحو ١١ مليار دولار، وسوف يخدم في الأغلب الفئات القادرة نظرا لأن قيمة تذكرة ركوب هذا القطار الكهربائى السريع لن تكون قليلة أو مدعومة؟ وأيضًا هل يضيف هذا المشروع من عبء الديون الخارجية علينا في وقت تراجعت فيه مواردنا من النقد الأجنبى؟ خاصة وأن نحو ثمانية مليارات دولار من التكلفة سوف يتم تدبيرها بقرض ستقدمه لنا الشركة الألمانية الشهيرة سوف نبدأ في سداد أقساطه وفوائده بعد فترة سماح خمس سنوات وسوف يستغرق السداد نحو خمسة عشر عاما بعدها..
كل هذه الأسئلة وغيرها مهمة ويتعين أن تسارع الحكومة بتوفير إجابات مقنعة عليها للمواطنين بالطبع، غير أننى أعتقد أن السؤال الأهم مختلف عنها وإجابته لدى شركة سيمنز الألمانية ذاتها المدعومة من الحكومة الألمانية، وهو ما بدا واضحا في ترحيب المستشار الألمانى بالاتفاق الذى أبرمته مع مصر بخصوص هذا المشروع.. وهذا السؤال هو: لماذا أقدمت شركة سيمنز على تقديم قرض كبير لمصر بضمان الحكومة الألمانية لتنفيذ هذا المشروع في وقت تتوقع فيه مؤسسات دولية أن نتعرض لمصاعب وضغوط في سداد أعباء الديون الخارجية المستحقة علينا، والتى تجاوزت ١٤٥ مليار دولار حتى نهاية العام الماضى؟!
إن تقديم سيمنز قرضا كبير لمصر في هذا التوقيت لتنفيذ هذا المشروع الكبير يعنى ضمنا أنها مطمئنة إلى أنها سوف تسترده ومعه فوائده.. وبالطبع سيكون أمرا مهما أن تفسر لنا أسباب هذا الاطمئنان، الذى قد يرجع إلى خبرة تعاملها مع مصر فى تنفيذ محطات الكهرباء، أو لأنها سوف تتولى إدارة هذا المشروع بعد التنفيذ لعدة سنوات.. لكن في كل الأحوال فإن هذا السؤال مهم والاجابة عليه ستكون كاشفة لأمور كثيرة.