كلمة السر.. ومقياس القوة والضعف! (1)
ما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بهزيمة دول المحور، حتى انقلب حلفاء الأمس إلى أعداء اليوم، وانخرط العالم في حرب باردة بين أهم قوتين عالميتين هما أمريكا والاتحاد السوفيتي اللتان خاضتا سباقًا مريرًا للحصول على مزيد من الأسلحة المتطورة، وإثبات تفوقهما التكنولوجي، وزيادة نفوذهما بالعالم.. وشيئًا فشيئًا انتقل الصراع من الأرض إلى الفضاء، وصار الأخير ساحة حرب باردة بين الطرفين، وبقى العلم والتعليم كلمة السر في حيازة أسباب التفوق وبلوغ مقومات الهيمنة والريادة.
هيمنت الولايات المتحدة الأمريكية على مجريات الحرب الباردة، وبفضل مهمات التجسس التي قادتها طائرات لوكهيد يو-2 تيقن الأمريكيون من تفوقهم النووي؛ لكنهم وبداية من العام 1955، أجروا دراسات سرية نبّهتهم لقيام السوفيت بتدريب أعداد كبيرة من العلماء سنويا وهو ما أفضى بهم في عام 1957 لإطلاق أول قمر صناعي، هو سبوتنيك (1) بواسطة صاروخ العابر للقارات في سابقة فريدة أذهلت الأميركيين وأصابتهم بصدمة وقلق كبيرين؛ كانت من نتائجها أن عكف الأمريكيون على البحث والدرس والعلم حتى أثمرت جهودهم إنشاء وكالة الفضاء (ناسا) بجلالة قدرها.
ونكمل غدًا..