الأهلى وخسارته!
مفهوم أن ينفعل ويغضب مشجعو النادى الأهلى بعد خسارته الكأس الأفريقية، التى سبق له أن حصل عليها مرتين متتاليتين وكان يطمح في أن يحرزها للمرة الثالثةَ على التوالى.. ومفهوم أن يطالبوا خلال انفعالهم وغضبهم بإقالة المدرب وتسريح اللاعبين فورا بغض النظر عن أن هناك منافسات داخلية تنتظر ناديهم.. لكن غير المفهوم أن يحاكى من يطلق عليهم لقب خبراء الكرة ما يفعله عموم المشجعين، ويسارعون بالمطالبة بذلك أيضا..
أى إقالة المدرب وتسريح اللاعبين فورا، ولم يتقدم لنا واحدا من هؤلاء الخبراء بتقديم أسباب لهذا الطلب غير الخسارة من فريق الوداد المغربى، رغم أن مستوى فريق الأهلى في هبوط منذ عدة أسابيع.. بل أن المستوى الذى قدمه في هذه البطولة الافريقية كان متواضعا جدا وبصعوبة بالغة وصل إلى المباراة النهائية في البطولة، وهو ما يعنى أن هناك ما يستحق بحثه وتحليله بتروى وبعمق بلا انفعال وبعيدا عن الغضب.
وهكذا كشفت لنا ردود الأفعال على خسارة الأهلى البطولة الافريقية إننا ليس لدينا من يمكن تسميتهم بحق خبراء كوريين.. أى ليس لدينا دارسين ومحللين يعتد بهم يبحثون ويحللون ويضعون الحلول المناسبة.. إنما لدينا مجموعة من اللاعبين السابقين والمدربين السابقين والصحفيين والإعلاميين الرياضيين، إعتبروا ذلك كافيا للتحول إلى خبراء، رغم أن معظم ما يقولونه يحكمه الهوى أحيانا والمصالح أحيانا أخرى!
وللأسف فإن ذلك هو حال خبرائنا في المجالات الأخرى أيضا، وليس المجال الرياضى وحده.. ولذلك لا يقدم لنا من هؤلاء الخبراء ما يفيدنا أو يساعدنا على تجاوز مشاكلنا وأزماتنا.. ومن يريد أن يتأكد من ذلك فليراجع ما يقوله هؤلاء الخبراء لنا.. وسوف اكتفى هنا بواحدة.. لقد خرج لنا أحد المحللين بعد ٤٨ ساعة من بدء الحرب الاوكرانية ليقول لنا إن الحرب إنتهت وأن روسيا افترست أوكرانيا كلها.. وحتى الآن ما زالت الحرب مستمرة وما زال هذا الخبير يتحفنا بين الحين والآخر بتحليلاته وتوقعاته.. وطوبى لمن عرف قدر نفسه!