الأم قبل الوزيرة وبعدها
السفيرة نبيلة مكرم هى أم قبل أن تكون وزيرة، وسوف تظل أما بعد أن تترك المنصب الوزارى.. وهى الآن أم مكلومة حزينة مصدومةَ لأن إبنها متهم في قضية قتل في بلد بعيدة ويخضع للمحاكمةَ الآن.. هكذا قالت في بيان إلكتروني لها، وطلبت من الناس أن يقدروا فداحة مأساتها هى وأسرتها.. ولأنها وزيرة حظيت بالاحترام فمن الطبيعى أن تنال الكثير من الدعم المعنوى في مأساتها الحالية، خاصة أن المتهم، أى متهم بريء حتى تثبت إدانته.
لكن لأن السفيرة نبيلة مكرم أم قبل أن تكون وزيرة يجب أن ندرك إنها ستكون مهمومة ومشغولة بمأساة إبنها، وهذا أمر طبيعى ومفهوم انسانيا، ولذلك يجب ألا نضغط عليها في هذا الوقت تحديدا بمسئولياتها الوزارية الكبيرة والمتعددة والتى مارستها بكفاءة وإقتدار طوال فترة تحملها مسئولية وزارة الهجرة والمصريين بالخارج.. إننا بذلك نعرضها لمزيد من الضغوط بدلا من أن نخفف الضغوط عليها، وهذا لا يتسق مع التعاطف معها أو دعمها في الماساة الإنسانية الكبيرة التى تعيشها حاليا.
الوزيرة من حقها أن تتفرغ الآن لقضية إبنها في الولايات المتحدةَ، ومن واجبنا ألا نضغط عليها لتستمر في متابعة مسئوليات عملها، فهذا ليس هو الدعم الذى تحتاجه منا وليست المساندة التى تريدها، وتفرغها لمتابعة قضية إبنها أمر طبيعى ومفهوم بوصفها أم قبل أن تكون وزيرة، بل قد يكون ذلك أفضل دعم نقدمه لها الآن.
هذا إنسانيا.. أما سياسيا فإن التزام الحكومة ورئيسها الصمت تجاه مثل هذا الأمر يتعارض مع اُسلوب التعامل الأمثل مع الرأى العام والذى يحتاج دوما للمسئول الذى يخاطبه باستمرار بما يحدث حتى لا يترك فريسة للشائعات والأكاذيب التى لا يتوقف توجيهها ضدنا بشكل يومى.. إن الشفافية والمصارحة كما قلنا من قبل الأسلوب الأفضل في التعامل مع الرأى العام.