على نار هادئة!
تتداعى الأخبار الآتية من أوكرانيا أو حولها لتشي بأن ثمة حلًّا يتم طبخه الآن على نار هادئة لإنهاء هذه الحرب في غضون الشهور المقبلة بعد أن أفضت إلى أزمة اقتصادية عالمية حادة طالت من اتخذوا وشاركوا في العقوبات على روسيا خاصة من الدول الأوروبية.. فبعد أن أعلن ماكرون أن ضم أوكرانيا للاتحاد الأوروبي قد يستغرق عقدين من الزمان، وتصريحات المستشار الألماني بأنه لا مصادرة للأموال والأملاك الروسية، وبعد أن قبلت العديد من الدول الأوروبية شروط بوتين لتصدير النفط والغاز الروسي إليها، فإن كل يوم جديد الآن يحمل تقدمًا للقوات الروسية في منطقة الدونباس الأوكرانية ليقرب روسيا من السيطرة الكاملة عليها.
التفاوض مع بوتين
كما تجري اتصالات بين عدد من القادة الأوروبيين مع الرئيس الروسى بوتين بعد أن قاطعوه في بداية الحرب، وتبغي هذه الاتصالات إقناعه بتيسير صادرات الغذاء الأوكرانية إلى العالم لإنقاذه من أزمة غداء كبيرة وضخمة، بينما يتمسك بوتين بإلغاء العقوبات الاقتصادية الغربية ضد بلاده مقابل ذلك.. ثم تأتي الدعوة المشتركة لكل من إيطاليا والمجر لإجراء مباحثات للاتحاد الأوروبي مع روسيا.
وفي ذات الوقت يخرج كيسنجر الثعلب الأمريكي الشهير ليطالب من دافوس أوكرانيا بالقبول بالتنازل عن مساحة من أراضيها لروسيا والقبول بوضع حيادى، مع توقف أوروبا وأمريكا عن محاصرة واستفزاز روسيا حتى لا تمضي قدمًا في التحالف مع الصين التي تشكل في تقديره خطرًا على بلاده.. ورغم مسارعة الرئيس الأوكراني لرفض اقتراح كيسينجر إلا أنه أكد ضرورة التفاوض مع بوتين للتوصل إلى حل ينهي الحرب الأوكرانية.
وهكذا تتابع الأنباء لتشي بأن هذه الحرب التي أنهكت الجميع بدأ الغرب في محاولة التوصل إلى حل يضع نهاية لها بعد أن تبين للغرب أن استمرارها لا يعنى توريطا للروس وحدهم وإنما يلحق الضرر بهم أيضا ويدفع روسيا إلى تدعيم تحالفها مع الصين التى يعتبرها الأمريكان الآن عدوًّا أساسيًّا لهم.. لقد جعلت هذه الحرب الجميع يتألمون ويتضررون ولذلك يبحثون الآن إنهاءها واحتواء تداعياتها.. ولعل ذلك يتم سرا وبدون إعلان حتى تنضج الطبخة كاملة لإنها لا تخص أوكرانيا وحدها، وإنما تشمل العلاقات الأوربية الروسية والعلاقات الأمريكية الروسية ومستقبل النظام العالمى أيضا.