رئيس التحرير
عصام كامل

مواقف الأئمة الأربعة من السلفية الوهابية.. المذاهب الـ4 تتهمها بإشعال الفتنة في صفوف المسلمين

السلفيين
السلفيين

في كل أزمة تفرض نفسها في المجتمع، أو يتم افتعالها حول التدين والعقيدة، أو أي من أمور الدين، تقحم السلفية نفسها، وترفض كل الآراء الأقل تشددًا، إذ تروج السلفية أنها النبع الصافي لأهل السنة والجماعة، ولا ترضى أو تعترف بغيرها منهجًا، لهذا تحارب كل المناهج السلفية الأزهر والأشعرية والصوفية، وكل منبع لا يلتزم بثوابتها، الأمر الذي يستلزم معرفة موقف الأئمة الأربعة منها وقواعدها وأركانها، وإن كانت على حق أم لا في مزاعمها الدينية.

 

أقوال واضحة من المذاهب الأربعة

 

يقول سراج مصطفى، الكاتب والباحث، أن هناك أقوال واضحة من علماء المذاهب الأربعة للإسلام وترفض بشكل واضح السلفية الوهابية، وتتهمها بإشعال الفتنة في صفوف المسلمين، لافتا إلى ضرورة النظر إليها بعين الاعتبار لوقوف على حقيقة الفكرة.

 

أضاف: يقول مفتي الحنفية الشيخ الفقيه ابن عابدين الحنفي أن الوهابية هم خوارج هذا الزمن بحسب ما ورود في كتابه "حاشية رد المحتار على الدر المختار" وشرح تنوير الأبصار في مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان في باب البغاء.

 

استكمل: في المذهب المالكي يقول الشيخ الفقيه أحمد الصاوي في حاشيته عبر شرح الجلالين في تفسيره لسورة فاطر إن الوهابية هم حزب الشيطان.

 

‎وتابع: من المذهب الشافعي يقول مفتي الشافعية في مكة المكرمة الشيخ أحمد بن زيني دحلان المتوفى سنة 1304 هـ في كتابه (خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام) أن فتنة الوهابية هي من أعظم الفتن، وذكر أن علماء الحرمين حكموا بكفرهم لما نظروا في عقائدهم الفاسدة.

 

الحنابلة والوهابية 

 

‎يستكمل سراج: أما في المذهب الحنبلي يقول مفتي الحنابلة في مكة المكرمة ابن حميد النجدي المتوفى سنة 1295 هـ في كتابه (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة) أن والد محمد بن عبد الوهاب كان غضبانا على ولده محمد وكان يتفرس فيه الضلال، وذكر أن محمد بن عبد الوهاب كان يقول بتكفير من خالفه وكان يأمر بقتله، وأن الشيخ سليمان بن عبد الوهاب أخو محمد قد ألف كتابا في الرد على ضلالات أخيه، على حد قوله. 

 

عن السلفية وتاريخها 

 

والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته ‏والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث ‏النبي.‏

 

وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على ‏التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا ‏يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء. ‏

 

وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام ‏بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ‏ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.

الجريدة الرسمية