باحث: إزاحة المفكرين عن الحياة العامة فتح الطريق لسيطرة السلفية على المجتمع
قال رياض السعيدي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن تشرب المجتمعات العربية والإسلامية بالفكر السلفي والتعصب، ظهر جليا في الأزمة الأخيرة والخلاف حول الترحم على الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، إذ اتضح أن هناك من يعبد النصوص دون فهم أو إسقاط على الواقع المعاصر أو فهم التطورات التي أضافها الزمن على الحياة المعاصرة.
تكفير المفكرين
وأضاف: ما حدث على مدار الأيام الماضية، جرى أيضا مع نجيب محفوظ خلال تعرضه لمحاولة اغتيال بعد تكفيره بسبب رواية ٱولاد حارتنا، وهو أيضا ما تم عندما أفتي الإسلاميون بعدم جواز الصلاة على جنازة طه حسين، وكذلك عندما وصلت جنازة الأديب الجزائري كاتب ياسين من فرنسا للجزائر، إذ رفضت الجماعات الإسلامية الصلاة عليه لأنه شيوعي كافر بالنسبة لها.
ويفسر الباحث سبب كل هذا التطرف والتشنج والتعصب على مدار العقود الماضية موضحا أن ضرب التيار العقلي سواء المعتزلة أو أسلافهم من المفكرين الذين يطالبون بإعمال العقل خلال فهم النصوص فتح الطريق للسلفية بكل أطيافها، إذ سيطرت عقيدة التعصب وتم فرضها علي المجتمع بالقوة، لافتا إلى ضرورة الوعي بهذه الحقائق إن كان المجتمع يريد بالفعل القضاء على العنف والتطرف.
عن السلفية وتاريخها
والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وتابعي التابعين، باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من أحاديث النبي.
وتتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولا تخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع، الذي يجتمع عليه السلفيون، وبهذا يلتزمون أيضا بكل ما تعنيه السلفية في اللغة، من حيث الرجوع للسابقين زمنيًا في كل شيء.
وبرزت السلفية بهذا المصطلح على يد الإمام ابن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء الفكرة من جديد بمنطقة نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وانتشرت منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامها، عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.