أحلام وأماني
كما أن هناك أحلاما منامية يراها الإنسان أثناء نومه فهناك أيضا أحلام يقظة يتخيلها الإنسان ويتمنى أن تتحقق في صحوه، والفرق بينهما أن الأحلام المنامية ليس للإنسان فيها أي تدخل، وإن كان بعضها ناتج عن مخزون في العقل الباطن أو في النفس، وأحيانا تكون طيبة وأحيانا تكن مزعجة، وأحلام اليقظة غالبا ما تكن أماني يرغبها الإنسان ويتمنى أن تتحقق في الواقع، وأعتقد أن الإنسان إن كان صاحب إرادة وعزيمة قوية ولديه القدرة على الصبر والمصابرة والتحمل سعى بجد وإخلاص واجتهاد ولم يتراجع ولم ييأس، أنها سوف تتحقق..
وأحلام اليقظة منها أحلام خاصة بالإنسان ومنها ما هو خاص بالمجتمع الذي يعيش فيه والحياة بصفة عامة، وعادة ما تكون بدافع التمني، هذا ومن حق أي إنسان أن يحلم بما يسعده ويسعد الآخرين، وعليه أن يسعى جاهدا وأن يبذل قصارى جهده لتحقيق حلمه، هذا ولكوني إنسان فلا شك أن لي أحلامي وأمنياتي الخاصة أسعى جاهدا لتحقيقها منها ما يخصني ومنها ما يخص بلدي الحبيب مصر، فأما عن ما يخصني فالعمر قد ولى وأوشك على الانتهاء وما بقى منه إلا القليل فكل ما أحلم به وأتمناه وأسعى لتحقيقه هو حسن الختام وأن ألقى ربي تعالى وهو راض عني وأن يكن اللقاء عندما يأذن سبحانه لقاء حبيب بحبيبه وهذا كل ما أحلم به وأتمناه لنفسي ولغيري..
التخلص من الفاسدين
أما بالنسبة إلى بلدي مصر الحبيبة فأحمل لها أحلاما وأماني كثيرة لا يسع المقال لذكرها، منها أن تستعيد قوتها وعافيتها وأن تسلم من الكيد والعدى وأن تطهر من كل عميل وخائن وكاره لها وحاقد عليها وأن تتحقق بنعمة الأمن والأمان وأن تظل هامتها مرفوعة وألا تنحني وتركع لأحد، وأتمنى وأحلم لها بأن تحيى في سلم وسلام وأمن وأمان وأن يسود الحب والرحمة بين أطياف شعبها مسلم ومسيحي، وأتمنى وأحلم أن نقضي على الفساد ونتخلص من المفسدين في كل قطاعات الدولة..
وأحلم بتنمية حقيقية الكل يسعى لها بالعمل والجهد والبذل، وأحلم بغد أفضل لأبنائنا والأجيال القادمة، أحلم بإعلام وطني حر صادق أمين يبعث في النفوس الأمل ويعمل على تشكيل الفكر الراقي والوجدان السامي ويحترم عقلية المشاهد ويخاطب في الإنسان العقل والروح لا الغرائز والشهوات ويأخذ بيده إلى دائرة النور والهداية والرشاد وأن يكن خاليا من العري والمجون والإسفاف والألفاظ البذيئة التي تؤذي المشاعر والأسماع.
أحلم برجل تعليم محترم يدرك أمانة العلم وخطورة دوره في التعليم والتثقيف والتنوير وتنشئة الأجيال التي ستصنع المستقبل، أحلم بمناهج دراسية مفيدة بلا حشو ولا تكرار، أحلم بتطوير حقيقي لمنظومة التعليم يشمل كل نواحيه، أحلم بعدالة ناجزة حتى يأخذ المظلوم حقه دون تباطؤ وتسويف، أحلم بتطهير مؤسسات الدولة من إخوان الشياطين والمفسدين، أحلم بوزير ومحافظ ومسئول بابه مفتوح لكل صاحب شكوى أو حاجة..
أحلم بمجالس محلية نزيهة خالية من الفسدة والمرتشين والكسالى وأصحاب الروتين، أحلم بعالم رباني صاحب فكر معتدل مستنير غير متطلع لشهرة وحب للظهور كلامه يخاطب القلوب قبل العقول مؤثر بصدقه مع ربه في الناس..
الأحلام والأماني كثيرة وأعتقد أنها يمكن أن تتحقق إذا كان لدينا الصدق في التغيير والعزيمة والإرادة الصادقة والإخلاص في الوجهة والقدرة على الصبر والمصابرة. ولنبدأ بالصلح مع الله ولنغير من أنفسنا ونؤمن بأن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..