تنمية سيناء هدف الإرهاب
الهجوم الإرهابي الجديد في سيناء هدفه أبعد بكثير من مجرد الرد على مسلسل الاختيار، أو لتعطيل إعلان قريب بأن سيناء خالية من الإرهاب، أو لحث الممولين على استمرار دعمهم المالى لبقايا التنظيمات الإرهابية الموجودة في أرض الفيروز، أو حتى لرفع معنويات العناصر الإرهابية المتبقية في سيناء بعد تصفية وجودها في مدن رفح والعريش والشيخ زويد.
فإن الرد على مسلسل الاختيار لم يتوقف منذ إذاعته وحتى الآن من اْبواق الإخوان، وممولو الإرهاب ليسوا في حاجة لعمل إرهابى جديد للاستمرار في تمويل الإرهابيين، لأنهم يفعلون ذلك لتحقيق أهداف خاصة بهم، وإعلان سيناء خالية من الإرهاب لا يعنى استبعاد حدوث أى عمل إرهابى، وإنما يعنى في الأساس تحريرها من قبضة سيطرة التنظيمات الإرهابيةَ على بعض مناطقها ومدنها، كما كان حادثا في العريش رفح والشيخ زويد..
أما رفع معنويات الإرهابيين فقد يحققه لهم عمل إرهابي مثل الذى شهدته سيناء أمس بعد استشهاد نحو ١١ مقاتلا من مقاتلى قواتنا المسلحة، لكنه لن يفيد كثيرا وهم يتعرضون الآن لحصار مقاتلينا مع أهالى سيناء في إحدى بقاعها للإجهاز علي معظم عناصرهم.
ولذلك الأرجح إن لهذه العمليةَ الإرهابية هدفا أبعد من كل ذلك، ويمكن استنتاجه من الموقع الذى استهدفه الإرهابيون أمس وهو محطة رفع مياه توفر مياها لرى مساحات من أراضى سيناء، وهذا الهدف هو تعطيل التنمية فى سيناء.
وهذا هدف يتفق فيه الإرهابيون مع قوى أخرى أجنبية تدرك أن الدفاع عن سيناء يبدأ أساسا بتنميتها وزرعها بالبشر، وعدم تركها للأطماع الخارجية.. ولذلك إذا كنا نريد أن نثأر لنا ولشهدائنا مع قواتنا المسلحة التى تطارد تلك العناصر الإرهابية الآن، فإننا أيضا يجب أن نحرص على استمرار عملية تنمية سيناء، وأن نمضى فيها قدما وأن تظل من أهم أولوياتنا حتى بعد مراجعة تلك الأولويات في ظل ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية التى طالتنا أيضا.