حادثة المحلة والسير إلى الهلاك !
لم ينته القضاء من محاكمة نجل المليونير المعروف في قضية حادث الدهس الشهيرة بإكتوبر إلا وتذهب ميسرة فتاة المحلة المهذبة الجميلة ضحية لحادث جديد لصبي آخر لم يكمل السادسة عشرة عاما يقود سيارة أسرته ويصدمها في قلب شارع شكري القوتلي بمدينة المحلة!
ميسرة.. ابنة الـ١٥ ربيعا كانت تسير مع زميلاتها.. ذهابا أو إيابا من أحد الدروس التعليمية أو انتقالا من بيت إحداهن إلي بيت آخر أو لأي سبب.. المهم إنهن كن يسرن حيث ينبغي أن يسير المارة.. لم يخالفن القانون ولا أخلاقيات السير في الشوارع.. ولا يمكن لسرعة عادية أن تقتل في مثل هذه الشوارع إلا لو تجاوزت المعقول والمحدد.. وقبل يومين ودع أهالي المحلة ميسرة لتنتهي آمال أسرتها واحلامها في مستقبل ابنتهم ويدرك الجميع -أمها وأبيها وإخوتها وأقاربها وجيرانها وزميلاتها- إنها لن تعود مرة أخرى!
المستهتر في قبضة الشرطة وأحيل للنيابة التي أمرت بحبسه علي ذمة الحادث.. ونعود ويعود الكل لنسأل معا: متي يتوقف دلع الأسر لأبنائهم؟ متى سنتعلم احترام القانون حتي لو نملك نفوذا قد يفيد وقد لا يفيد؟ وماذا سيفعل النفوذ في أرواح صعدت إلي بارئها وأسر لا ولن تعوض أغلى ما لديها أبدا؟ ومتي نتعلم إذن إذا لم نتعلم والحوادث الشهيرة أمام أعيننا شاء القدر أن تغطيها كافة وسائل الإعلام وقبلها حادث شهير آخر في الغردقة؟ وماذا بعد دائرة المحاكمات؟ وأفاعيل المحامين؟! هل ستعود ميسرة؟!
للأسف الاتكال على وعي الأسر لا يفيد.. أو علي الأقل ليس كافيا.. الردع بتشديد العقوبات هو الحل.. إلغاء الرخص ووقف السيارة نهائيا أو سحبها ووقف السيارة لمدة عام علي الأقل لمجرد قيادتها من طفل حتى بغير وقوع حوادث هو الحل وتشديد عقوبات حوادث السيارات تحت أي تعريف هو الحل.. شريطة تطبيق القانون وأن يكون المجتمع كله رقييا.. وأن يتم إثبات الجريمة بكل الوسائل حتى لو تسجيلها بأجهزة المحمول.. لكن أن يظل مجتمعنا يتفرج علي مسلسل الاستهتار فالعواقب وخيمة ليس جنائيا فقط إنما اخلاقيا وسلوكيا وبالتالي مجتمعيا.. سنسير إلى الهلاك.. لو قبلنا باستمرار ما يجري!