الرافضون للحوار السياسي!
لا تندهشوا.. نعم هناك رافضون للحوار السياسي في البلاد.. ولعل تجاوزهم ضرورى لنجاح هذا الحوار السياسى الذى قال الرئيس السيسي إنه سيدعو إليه في إطار الجمهورية الجديدة التى سبق أن أعلن من قبل إننا بصدد الولوج إليها لإنها ليست مجرد عاصمة جديدة أو مدن جديدة أو طرق جديدة وإنما هى حياة جديدة تتأسس على قاعدة المواطنة والمساواة بين كل المواطنين في ظل سيادة القانون
وهؤلاء الرافضون للحوار السياسى بعضهم يتحسب أن يتمخض هذا الحوار عن توافق على ما قد يعطل عمل أجهزة الأمن داخل الدولة عن أداء مهامها في توفير الأمن للمجتمع وحمايتهم من أعداء الدولة الوطنية والمتربصين بها.
وبعضهم الآخر يشك في أن يتمخض هذا الحوار عن نتائج مؤثرة يعتد بها فيما يتعلق بحياتنا السياسية وعلاقة الحكم بالمعارضة، إذا أن الفريق الأول مرتاح حاليا لإدارة الأمور بالطريقة الأمنية الحالية وجدواها من وجهة نظره فإن الفريق الثانى يتشكك في أننا يمكننا أن نشهد حوارا سياسيا جاد يتمخض في نهاية المطاف عن التقدم على طريق الإصلاح السياسي.
أى أن الفريق الأول يخشى نتائج هذا الحوار السياسى بينما الفريق الثانى يخشى ألا تكون له نتائج أصلا أو تذكر، وإذا كنّا نتطلع لهذا الحوار السياسى فعلا ونرجو نجاحه من أجل مصلحة هذا البلد الذى يواجه تحديات ضخمة رغم تجاوزه تحديات كبيرة سابقة فإننا يجب أن نتعامل بحكمة مع هؤلاء الذين يعارضون هذا الحوار السياسى.
لقد كتبت من قبل أطالب بضرورة التحضير والإعداد الجيد لهذا الحوار السياسى حتى نضمن نجاحه وتحقيق الهدف المنشود منه وهو تعبئة وطنية شاملة فى مواجهة هذه التحديات الضخمة لا تصادر اختلاف الآراء والرؤى ولا تمنع اختلاف الاجتهادات ولا أيضا تقصى أو تستبعد إلا من يمارس العنف أو يحرض عليه ومن لا يؤمن بالدولة الوطنية التى تقوم على المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين. والتعامل بذكاء وفطنة مع هؤلاء الرافضين للحوار يتعين أن يكون من ضمن جهودنا الضرورية للتحضير والإعداد الجيد لهذا الحوار السياسى، أما كيف يحدث ذلك فإننا يمكن تناوله فيما بعد مع إطلاق هذا الحوار.