الحوار السياسي يحتاج لتحضير جيد
الحوار الذى دعا اليه الرئيس السيسي يحتاج لتحضير جيد وإعداد كاف حتى يحقق الهدف المنشود منه وهو إعادة شحن بطاريات التماسك الوطنى والحماس المجتمعى في القدرة على مواجهة التحديات التى تواجه وطننا، سواء الداخلية أو الخارجية، وإمكانية أن نظفر بغد افضل.
فهذا الحوار فرصة جديدة لنا لذا لا يجب أن نفلتها أو نبددها ونهدرها لآن التحديات التى تواجهنا كثيرة وكبيرة ومتنوعة، وهى سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية أيضا.. فنحن رغم نجاحنا فى التصفية التنظيمية لجماعة الاخوان إلا أن هؤلاء الأشرار مازال لهم قدرات مالية ولوجستية كبيرة وضخمة يمكن أن يعتمدوا عليها عندما تلوح لهم آلفرصة لإعادةَ إحياء جماعتهم داخل مصر..
ولذلك فإن خطرهم مازال ماثلا وموجودا فى ظل وجود تطرف دينى فى المجتمع يروج له وينشره مجموعات من دعاة التطرّف، وهذا يقتضى منا اليقظة الكاملة واستعادة التالف والتوافق الوطنى حول الأسس المهمةْ لمسيرة مجتمعنا.. كما أن التحديات الاقتصادية التى تواجهنا كبيرة وضخمة هى الأخرى، وزادت أكثرفي السنوات الاخيرة بسبب جاءحة كورونا وحرب أوكرانيا، وثمة اختلاف فى الروؤى حول الاولويات الاقتصادية يحتاج ان نتجاوزه لنمضى بقوة اكثر فى طريق التنمية المستدامة..
وفوق ذلك كله فإن التحديات العالمية والإقليمية التى تواجهنا في تزايد وتفرض علينا الحفاظ على أقصى قدر من التماسك الوطنى، وسوف بمبلغ ذلك بالحوار الجاد والموضوعي الذى يكون النقاش الحر الجاد هو السمة الاساسية له، وليس التلقين أو السعى لفرض الرأى والمواقف، مادام ثمة التزاما بآداب الحوار، ومادام ما يطرح فى هذا الحوار مدروسا وليس مجرد انطباعات شخصية..
ولان ذلك يعنى ألا يقتصر هذا الحوار الذى دعا إليه الرئيس السيسى على مجرد لقاء أو مؤتمر وينقضى الأمر، فإن هذا الحوار يحتاج لهذا التحضير الجيد والإعداد السليم، لإننا لا نستهدف الحوار من أجل الحوار، أو لكى نقول إننا قمنا بالحوار، وإنما نستهدف به دعم جبهتنا الوطنية لنقدر على مواجهة تحدياتنا الكبيرة.
