رئيس التحرير
عصام كامل

الكل في حاجة للكل!

أحسن الشاعر عندما قال: “الناس للناس ما دام الوفاء بهم ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ”.. حاجة الناس لبعضهم البعض ثابتة بحكم الواقع؛ فالكل في حاجة للكل؛ هذه سنة ربانية وقانون من قوانين الحضارة يقول تعالى: “أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا".. هذا ترسيخ لمبدأ إنسانى وهو كيفية قسمة الأرزاق والمواهب والفتوح والعطايا بين الناس.. 

 

ولفظ “سخريا” (بضم السين) ليست بمعنى السخرية والاستهزاء والتهكم ولكن بمعنى التسخير، وهو معنى مقصود ومطلوب وليس منهيًا عنه، فالله تعالى سخر بعضهم لبعض، وهذا شيء نافع -كما يقول د.أسامة الأزهري-  فكل شريحة خادمة لبقية شرائح المجتمع ومخدومة منها، بما يشعل المنافسة بين هذه الشرائح ويفتح  طاقة إيجابية عند الناس.

 


لكن ذلك التسخيروالنفع المتبادل لا يمنع أن هناك فئة من الناس أنعم الله عليها بنعمة المال أو المنصب والنفوذ والجاه الذي يمكنهم من التوسط أو الشفاعة الحسنة لدى مسئول أو جهة هنا أو هناك لقضاء خدمة يحتاجها بسطاء الناس أو تمكينهم من حق هم أولى به لكنهم لا يستطيعون الحصول عليه بالطرق العادية، ومن ثم يتطلعون لمساعدة تلك الفئة القادرة على قضاء حوائج الناس.. وهذه الفئة لو قامت بواجبها نحو هؤلاء المحتاجين لتحقق السلام الاجتماعي.. فما جاع فقير إلا ببخل غني.

الجريدة الرسمية